أخبار عبد الصمد بن المعذل ونسبه
  فتلفتّ هل أرى ظربانا ... من ورائي والأرض بي تستدير(١)
  فإذا ليس غيره وإذا إع ... صار ذاك الفساء منه يفور
  فتعجّبت ثم قلت لقد أع ... رف، هذا فيما أرى خنزير
  فأجابه المعذّل فقال(٢):
  /
  صحّفت أمّك إذ سمّ ... تك بالمهد أبانا
  قد علمنا ما أرادت ... لم ترد إلا أتانا
  صيّرت باء مكان ال ... تاء واللَّه عيانا
  قطع اللَّه وشيكا ... من مسمّيك اللسانا
  المعذل وعبد اللَّه بن سوار
  أخبرني عمي قال: حدّثنا المبرد قال: مرّ المعذل بن غيلان بعبد اللَّه بن سوّار العنبريّ القاضي، فاستنزله عبد اللَّه، وكان من عادة المعذّل أن ينزل عنده، فأبى، وأنشده:
  أمن حق المودة أن نقضّي ... ذمامكم ولا تقضوا ذماما(٣)
  وقد قال الأديب مقال صدق ... رآه الآخرون لهم إماما
  إذا أكرمتكم وأهنتموني ... ولم أغضب لذلكم فذاما(٤)
  قال: وانصرف، فبكَّر إليه عبد اللَّه بن سوار، فقال له: رأيتك أبا عمرو مغضبا. فقال: أجل ماتت بنت أختي ولم تأتني. قال: ما علمت ذلك. قال: ذنبك أشد من عذرك، ومالي أنا أعرف خبر حقوقك، وأنت لا تعرف خبر حقوقي؟! فما زال عبد اللَّه يعتذر إليه حتى رضي عنه.
  هجاء عبد الصمد لشروين المغني
  حدّثني الحسن بن علي الخفّاف، قال: حدّثنا ابن مهرويه عن الحمدوني، قال: كان شروين حسن الغناء والضّرب، وكان من أراد أن يغنّيه حتى يخرج من جلده جاء بجويرية سوداء فأمرها أن تطالعه، وتلوّح له بخرقة حمراء، ليظنّها امرأة تطالعه، فكان حينئذ يغنّي أحسن ما يقدر عليه تصنّعا لذلك، فغضب عليه عبد الصمد في بعض الأمور، فقال يهجوه:
  من حلّ شروين له منزلا ... فلتنهه الأولى عن الثانية
  فليس يدعوه إلى بيته ... إلَّا فتى في بيته زانية
  هجاؤه لزان متزوج زانية
  أخبرني الحسن، قال: حدّثنا ابن مهرويه، قال: حدّثني أبو عمرو البصري، قال: قال عبد الصمد بن المعذّل في رجل زان من أهل البصرة كانت له امرأة تزني، فقال:
(١) الظربان: دويبة صغيرة منتنة جدا، ويقال إنها إذا فست في ثوب لم تذهب رائحته حتى يبلى.
(٢) «فقال» ساقطة من ح.
(٣) ح: «يقضي ذمامكم».
(٤) أي ماذا يسمى ذلك.