كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مطيع بن إياس ونسبه

صفحة 185 - الجزء 13

٢١ - أخبار مطيع بن إياس ونسبه

  هو مطيع بن إياس الكناني. ذكر الزّبير بن بكار أنه من بني الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وذكر إسحاق الموصليّ عن سعيد بن سلم أنه من بني ليث بن بكر. والدّيل وليث أخوان لأب وأمّ، أمّهما أمّ⁣(⁣١) خارجة، واسمها عمرة بنت سعد بن عبد اللَّه بن قراد بن ثعلبة بن / معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وهي الَّتي يضرب بها المثل فيقال: «أسرع من نكاح أم خارجة». وقد ولدت⁣(⁣٢) عدّة بطون من العرب حتّى لو قال قائل: إنه لا يكاد يتخلَّص من ولادتها كبير أحد منهم كان مقاربا. فمّن ولدت الديل وليث والحارث وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، وغاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، والعنبر وأسيّد والهجيم، بنو عمرو بن تميم، وخارجة بن يشكر - وبه كانت تكنى - ابن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن مزيقيا، وهو أبو المصطلق.

  نكاح أم خارجة

  قال النسابون: بلغ من سرعة نكاحها أنّ الخاطب كان يأتيها فيقول لها: خطب، فتقول له: نكح.

  وزعموا أنّ بعض أزواجها طلَّقها فرحل بها ابن لها عن حيّه إلى حيّها، فلقيها راكب فلما تبيّنته قالت لابنها:

  هذا خاطب لي لا شكّ فيه، أفتراه يعجلني أن أنزل عن بعيري⁣(⁣٣)؟ فجعل ابنها يسبّها.

  / ولا أعلم أنّي وجدت نسب مطيع متصلا إلى كنانة في رواية أحد إلَّا في حديث أنا ذاكره؛ فإن راويه ذكر أن أبا قرعة الكنانيّ جدّ مطيع، فلا أعلم أهو جدّه الأدنى فأصل نسبه به، أم هو بعيد منه، فذكرت الخبر على حاله.

  تشاحن ابن الزبير وجد مطيع

  أخبرني به عيسى بن الحسن الورّاق قال: حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال: حدّثني العمري وأبو فراس عمّي جميعا، عن شراحيل بن فراس، أنّ أبا قرعة الكناني، واسمه سلمى بن نوفل - قال: وهو جدّ مطيع بن اياس الشّاعر - كانت بينه وبين ابن الزّبير قبل أن يلي مقارضه⁣(⁣٤)، فدخل سلمى وابن الزبير يخطب الناس، وكان منه وجلا، فرماه ابن الزّبير ببصره حتّى جلس، فلما انصرف من المجلس دعا حرسيّا فقال: امض إلى موضع كذا وكذا من المسجد، فادع لي سلمى بن نوفل. فمضى فأتاه به، فقال له الزبير: إيها أيّها الضبّ. فقال: إنّي لست بالضبّ ولكنّ الضبّ بالضّمر⁣(⁣٥) من صخر. قال: إيها أيّها الذّيخ⁣(⁣٦). قال: إن أحدا لم يبلغ سنّي وسنّك إلَّا سمّي ذيخا.


(١) أم، تكملة من ش.

(٢) ح: «في عدة».

(٣) ولفظ الميداني: «كان يأتيها الخاطب فيقول: خطب فتقول: نكح. فيقول: أنزل. فتقول: أنخ. ذكر أنها كانت تسير يوما وابن لها يقود جملها فرفع لها شخص فقالت لابنها: من ترى ذلك الشخص؟ فقال: أراه خاطبا. فقالت: يا بني تراه يعجلنا أن نحل، ماله غل وأل».

(٤) المقارضة: تبادل الذم أو المدح.

(٥) الضمر: رملة بعينيها.

(٦) الذيخ: ذكر الضباع.