كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مطيع بن إياس ونسبه

صفحة 224 - الجزء 13

  فكأنّ الغريّ قد كان فردا ... وكأن لم تجاور النخلتان⁣(⁣١)

  أخبرني الحسن بن علي قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثني مصعب الزبيري عن أبيه قال:

  جلس مطيع بن إياس في العلة الَّتي مات فيها في قبة خضراء وهو على فرش خضر، فقال له الطبيب: أي شيء تشتهي اليوم؟ قال: أشتهي ألا أموت. قال: ومات في علته هذه، وذلك بعد ثلاثة أشهر مضت له من خلافة الهادي.

  قال أبو الفرج: ما وجدت فيه غناء من شعر مطيع، قال:

  صوت

  أمرّ مدامة صرفا ... كأنّ صبيبها ودج⁣(⁣٢)

  كأنّ المسك نفحتها ... إذا بزلت لها أرج⁣(⁣٣)

  فظلّ تخاله ملكا ... يصرفها ويمتزج⁣(⁣٤)

  / الغناء لإبراهيم، ثاني ثقيل بالخنصر والوسطى عن ابن المكي. وفيه لحن آخر لابن جامع. وهذه الطريقة بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق.

  صوت

  جدلت كجدل الخيزرا ... ن وثنيت فتثنّت

  وتيقّنت أن الفؤا ... د يحبها فأدلَّت

  الغناء لعبد اللَّه بن عباس الربيعي خفيف رمل، وذكر حبش أنه لمقامة.

  صوت

  أيها المبتغي بلوى رشادي ... اله عنّي فما عليك فسادي⁣(⁣٥)

  أنت خلو من الَّذي بي وما يع ... لم ما بي إلا القريح الفؤاد⁣(⁣٦)

  الغناء ليونس رمل بالبنصر من كتابه ورواية الهشامي.


(١) في كل الأصول: «العزيز مد»، «يجاوز» وصوابه «الغري قد»، «تجاور».

(٢) الودج: عرق في العنق.

(٣) بزل: يقال بزل الخمر وغيرها إذا ثقب إناءها.

(٤) يصرفها: يجعلها صرفا، أي خالصة. والمعروف في امتزج أنه مطاوع «مزج» ولكن ورد نظيره في شعر أبي محجن الثقفي شاهدا للامتزاج بمعنى جعلها ممزوجة، وهو قوله:

فقد أبا كرها ريّا وأشربها ... صرفا وأطرب أحيانا وامتزج

وسبق نظيره أيضا في قول الأقيشر («الأغاني» ١١: ٢٧٣ طبعة الدار):

فقد أبا كرها صرفا وأشربها ... أشفى بها غلتي صرفا وامتزج

(٥) بلوى: اختبار وتجربة.

(٦) القريح: الجريح. وفي س، ب: «الفراغ الفؤاد».