كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مطيع بن إياس ونسبه

صفحة 223 - الجزء 13

  يقال إن الشعر لعمر بن أبي ربيعة، والغناء للغريض ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو بن بانة، وفيه لعطرد رمل بالوسطى من روايته ورواية الهشاميّ.

  المنصور ونخلتا حلوان

  أخبرني عمي عن أحمد بن طاهر عن الخرّاز عن المدائني أن المنصور اجتاز بنخلتي حلوان وكانت إحداهما على الطريق، فكانت تضيّقه وتزحم الأثقال عليه، فأمر بقطعهما، فأنشد قول مطيع:

  واعلما ما بقيتما أنّ نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان

  قال: لا واللَّه ما كنت ذلك النحس الَّذي يفرق بينهما، وتركهما.

  وذكر أحمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده إسماعيل بن داود أنّ المهدي قال: قد أكثر الشعراء في نخلتي حلوان ولهممت أن آمر بقطعهما. فبلغ قوله المنصور، فكتب إليه:

  «بلغني أنك هممت بقطع نخلتي حلوان، ولا فائدة لك في قطعهما، ولا ضرر عليك في بقائهما، فأنا أعيذك باللَّه أن تكون النّحس الَّذي يلقاهما، فتفرق بينهما». يريد قول مطيع.

  قول حماد عجرد في نخلتي حلوان

  ومما قالت الشعراء في نخلتي حلوان قول حماد عجرد، وفيه غناء قد ذكرته في أخبار حماد:

  جعل اللَّه سدرتي قصر شيري ... ن فداء لنخلتي حلوان⁣(⁣١)

  جئت مستسعدا فلم يسعداني ... ومطيع بكت له النخلتان⁣(⁣٢)

  لشاعر آخر فيهما

  وأنشدني جحظة ووكيع عن حماد عن أبيه لبعض الشعراء ولم يسمّه:

  أيّها العاذلان لا تعذلاني ... ودعاني من الملام دعاني

  وابكيا لي فإنّني مستحق ... [منكما] بالبكاء أن تسعداني⁣(⁣٣)

  إنني منكما بذلك أولى ... من مطيع بنخلتي حلوان

  فهما تجهلان ما كان يشكو ... من هواه وأنتما تعلمان

  لأحمد بن إبراهيم فيهما

  / وقال فيهما أحمد بن إبراهيم الكاتب في قصيدة:

  وكذاك الزمان ليس وإ ... ن ألَّف يبقى عليه مؤتلفان⁣(⁣٤)

  سلبت كفّه الغريّ أخاه ... ثم ثنّى بنخلتي حلوان⁣(⁣٥)


(١) شيرين: قصر شيرين بين حلوان وهمذان. وفي كل الأصول: «نخلتي قصر شيرين». وما أثبتناه رواية «معجم البلدان».

(٢) في كل الأصول: «مستعديا»، وهو تحريف.

(٣) [منكما]: زيادة يستقيم بها الوزن ولا يأباها المعنى.

(٤) في كل الأصول «ليس بوان» والصواب ما أثبتناه.

(٥) في جميع الأصول: «العزيز أخاه» وجاء في «معجم البلدان»: «الغريّ» وهي من غرى به غراة فهو غرى إذا لزق به ولزمه. والغريّ:

واحد الغريّين، وهما بناءان مشهوران كانا بالكوفة.