كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الشمردل ونسبه

صفحة 244 - الجزء 13

  من خرب وخزر يعلى به⁣(⁣١) ... لفتية صيدهم يدعى به⁣(⁣٢)

  واعدهم لمنزل بتنا به ... يطهى به الخربان أو يشوى به⁣(⁣٣)

  فقام للطبخ ولا حتطابه ... أروع يهتاج إذا هجنا به

  أرجوزته في الذئب الَّذي قتله بعد أن فتك بغنمه

  أخبرنا هاشم قال حدّثنا دماذ عن أبي عبيدة قال:

  كان ذئب قد لازم مرعى غنم للشمردل، فلا يزال يفرس منها الشاة بعد الشاة، فرصده ليلة حتى جاء لعادته، ثم رماه بسهم فقتله وقال فيه:

  هل خبّر السّرحان إذ يستخبر ... عني وقد نام الصّحاب السّمّر⁣(⁣٤)

  لما رأيت الضّأن منه تنفر ... نهضت وسنان وطار المئزر⁣(⁣٥)

  وراع منها مرح مستيهر⁣(⁣٦) ... كأنه إعصار ريح أغبر /

  فلم أزل أطرده ويعكر⁣(⁣٧) ... حتى إذا استيقنت ألا أعذر

  وإنّ عقرى غنمي ستكثر⁣(⁣٨) ... طار بكفي وفؤادي أوجر⁣(⁣٩)

  ثمّت أهويت له لا أزجر ... سهما فولَّى عنه وهو يعثر ... وبتّ ليلي آمنا أكبّر

  استجادة الأصمعي أبياتا للشمردل

  أخبرنا أبو الحسن الأسدي قال حدّثنا الرياشي قال حدّثنا الأصمعي قال: قال الشمردل بن شريك - وكان يستجيد هذه الأبيات ويستحسنها، ويقول: إنها لمن ظريف الكلام -:

  ثم استقلّ منّعمات كالدّمى ... شمس العتاب قليلة الأحقاد⁣(⁣١٠)

  كذب المواعد ما يزال أخو الهوى ... منهنّ بين مودّة وبعاد⁣(⁣١١)


(١) الخرب: ذكر الحبارى. والخزز: الذكر من الأرانب.

(٢) في الأصول: «لقينة».

(٣) الخربان: جمع خرب وهو ذكر الحبارى.

(٤) السرحان: الذئب.

(٥) المئزر: الملحفة. وفي الأصول: «طاب المئزر».

(٦) وفي الأصول: «وراح». والمستيهر: الذاهب العقل. وفي الأصول: «مستبهر». والمستبهر: المتخايل.

(٧) يعكر: يكر وينصرف. في ب، س: «استيقنته لا أعذر».

(٨) العقرى: الجرحى.

(٩) الأوجر: الخائف.

(١٠) الدمية: الصورة المنقشة. والشمس، بضمتين: جمع شموس بالفتح، وهي النافرة.

(١١) في كل الأصول: «ما يقال».