كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الشمردل ونسبه

صفحة 243 - الجزء 13

  حامي الحقيقة لا تزال جياده ... تغدو مسوّمة به وتروّح⁣(⁣١)

  للحرب محتسب القتال مشمّر ... بالدرع مضطمر الحوامل سرّح⁣(⁣٢)

  / ساد العراق وكان أوّل وافد ... تأتي الملوك به المهارى الطَّلَّح⁣(⁣٣)

  يعطي الغلاء بكل مجد يشتري ... إن المغالي بالمكارم أربح⁣(⁣٤)

  أرجوزته في وصف الصقر والقنص

  حدّثنا هاشم قال حدّثنا دماذ عن أبي عبيدة قال:

  كان الشمردل صاحب قنص وصيد بالجوارح، وله في الصقر والكلب أراجيز كثيرة، وأنشدنا قوله:

  قد أغتدي والصبح في حجابه ... والليل لم يأو إلى مآبه

  وقد بدا أبلق من منجابه ... بتوّجيّ صاد في شبابه⁣(⁣٥)

  معاود قد ذلّ في إصعابه ... قد خرّق الضّفار من جذابه⁣(⁣٦)

  وعرف الصوت الَّذي يدعى به ... ولمعة الملمع في أثوابه⁣(⁣٧)

  فقلت للقانص إذ أتي به ... قبل طلوع الآل أو سرابه

  ويحك ما أبصر إذ رأى به ... من بطن ملحوب إلى لبابه⁣(⁣٨)

  قشعا ترى التبّت من جنابه⁣(⁣٩) ... فانقضّ كالجلمود إذ علا به

  غضبان يوم قنية رمى به ... فهنّ يلقين من اغتصابه

  تحت جديد الأرض أو ترابه ... من كلّ شحّاج الضّحى ضغّابه⁣(⁣١٠)

  إذ لا يزال حربه يشقى به ... منتزع الفؤاد من حجابه

  / جاد وقد أنشب في إهابه ... مخالبا ينشبن في إنشابه

  مثل مدى الجزار أو حرابه ... كأنما بالحلق من خضابه

  عصفرة الفؤاد أو قضابه⁣(⁣١١) ... حوى ثمانين على حسابه


(١) المسوّمة: المعلمة. وتروح: من الرواح.

(٢) مضطمر: ضامر. الحوامل: الأرجل.

(٣) المهارى: إبل منسوبة إلى مهرة بن حيدان. الطلح: المتعبة.

(٤) الغلاء: المغالاة.

(٥) الأبلق: الَّذي فيه سواد وبياض. منجابه، المنجاب: اسم مكان من انجاب بمعنى انكشف. ويقال انجاب عنه الظلام: انشق التوجي: الصقر المنسوب إلى توّج من قرى فارس. وبعض أبيات هذه الأرجوزة في «معجم البلدان» (توج).

(٦) في كل الأصول: «قد حرق الصغار من حذانه».

(٧) الإلماع: الإشارة بالثوب ونحوه. في الأصول: «في ألوانه».

(٨) ملحوب: موضع.

(٩) القشع، بالفتح: بيت من أدم. والتبت، كذا وردت.

(١٠) الشحاج: ذو الصوت الغليظ. والضغاب: المفزع بصوته.

(١١) كذا ورد الشطر.