أخبار ديك الجن ونسبه
  فإنّك لو تدري بما فيك من علا ... علوت وباتت في ذراك الكواكب(١)
  أخا كنت أبكيه دما وهو نائم ... حذارا وتعمى مقلتي وهو غائب
  فمات ولا صبري على الأجر واقف ... ولا أنا في عمر إلى اللَّه راغب
  أأسعى لأحظى فيك بالأجر إنّه ... لسعي إذن منّي لدى اللَّه خائب
  وما الإثم إلَّا الصّبر عنك وإنّما ... عواقب حمد أن تذمّ العواقب
  يقولون: مقدار على المرء واجب ... فقلت: وإعوال على المرء واجب
  هو القلب لمّا حمّ يوم ابن أمّه ... وهي جانب منه وأسقم جانب
  ترشّفت أيّامي وهنّ كوالح ... عليك، وغالبت الرّدى وهو غالب
  ودافعت في صدر الزّمان ونحره ... وأيّ يد لي والزمان محارب؟
  وقلت له: خلّ الجواد لقومه ... وهأنذا فازدد فإنّا عصائب(٢)
  / فو اللَّه إخلاصا من القول صادقا ... وإلَّا فحبّي آل أحمد كاذب
  لو انّ يدي كانت شفاءك أو دمي ... دم القلب حتّى يقضب القلب قاضب(٣)
  / لسلَّمت تسليم الرّضا وتخذتها ... يدا للرّدى ما حجّ للَّه راكب
  فتى كان مثل السيف من حيث جئته ... لنائبة نابتك فهو مضارب
  فتى همّه حمد على الدّهر رابح ... وإن غاب عنه ماله فهو عازب
  شمائل إن يشهد فهنّ مشاهد ... عظام وإن يرحل فهنّ كتائب
  بكاك أخ لم تحوه بقرابة ... بلى إنّ إخوان الصّفاء أقارب
  وأظلمت الدّنيا الَّتي كنت جارها ... كأنّك للدّنيا أخ ومناسب
  يبرّد نيران المصائب أنّني ... أرى زمنا لم تبق فيه مصائب
  أبيات له في أهل حمص وقد عزلوا إمام مسجدهم
  قال أبو الفرج: ونسخت من كتاب محمّد بن طاهر عن أبي طاهر:
  إنّ خطيب أهل حمص كان يصلَّي على النبيّ ﷺ على المنبر ثلاث مرات في خطبته، وكان أهل حمص كلَّهم من اليمن، لم يكن فيهم من مضر إلَّا ثلاثة أبيات، فتعصّبوا على الإمام وعزلوه؛ فقال ديك الجنّ:
  سمعوا الصّلاة على النبيّ توالى ... فتفرّقوا شيعا وقالوا: لا لا
  ثم استمرّ على الصلاة إمامهم ... فتحزّبوا ورمى الرّجال رجالا
(١) ذراك: كنفك وظلك.
(٢) كذا في ج. وفي ب، س: «وهل ندّ فاردده» وهو تحريف.
(٣) في الأصول: «لو أن دمي كانت شفاؤك» وهو تحريف. قضبه: قطعه.