أخبار ديك الجن ونسبه
  غيث ترى الأرض على وبله ... تضحك إلا أنّه يهمل(١)
  يصلّ والأرض تصلَّي له ... من صلوات معه تسأل(٢)
  أنت أبا العبّاس عبّاسها ... إذا استطار الحدث المعضل(٣)
  وأنت ينبوع أفانينها ... إذا هم في سنة أمحلوا
  وأنت علَّام غيوب النّثا ... يوما إذا نسأل أو نسأل(٤)
  نحن نعزّيك ومنك الهدى ... مستخرج والنّور مستقبل(٥)
  نقول بالعقل وأنت الَّذي ... نأوي إليه وبه نعقل
  نحن فداء لك من أمّة ... والأرض والآخر والأوّل
  إذا غفا عنك وأودى بها ... ذا الدهر فهو المحسن المجمل(٦)
  رثاؤه جعفر بن علي الهاشميّ
  قال أبو المعتصم: ثم مات جعفر بن عليّ الهاشمي، فرثاه ديك الجن فقال:
  على هذه كانت تدور النوائب ... وفي كلّ جمع للذهاب مذاهب
  / نزلنا على حكم الزّمان وأمره ... وهل يقبل النّصف الألدّ المشاغب؟(٧)
  وتضحك سنّ المرء والقلب موجع ... ويرضى الفتى عن دهره وهو عاتب
  ألا أيّها(٨) الرّكبان والرّدّ واجب ... قفوا حدّثونا ما تقول النّوادب
  إلى أيّ فتيان النّدى قصد الرّدى ... وأيّهم نابت حماه النّوائب؟
  فيا لأبي العبّاس كم ردّ راغب ... لفقدك ملهوفا وكم جبّ غارب(٩)
  ويا لأبي العبّاس إنّ مناكبا ... تنوء بما حمّلتها لنواكب
  فيا قبره جد كلّ قبر بجوده ... ففيك سماء ثرّة وسحائب(١٠)
(١) الوبل: المطر الشديد الضخم القطر. وتضحك: تتفتح فيها الزهر، وهملت السماء: دام مطرها في سكون.
(٢) في الأصول «يصلي» وهو تحريف. ويصل: يصوّت. وتصلى له، أي تصل لأجله شكرا للَّه. «معه تسأل» كذا في الأصول، ولعله «دمعه تسال» أي تسال انهلاله وانصبابه.
(٣) استطار: انتشر وتفرق.
(٤) في ب، س: «غبوب الثناء» وفي ج «عيوب الثناء» وهو تصحيف: ونثا الحديث والخبر نثوا: حدث به وأشاعه وأظهره، والاسم منه النثا. وفي الأصول «إذا نسأل أو تسأل» وهو تصحيف.
(٥) في الأصول: «نحن نجزيك» تحريف، وفي «المثل الثائر» - باب الفرقات ص ٤٦٨: - «والضبر» بدل «والنور».
(٦) في طبعة بولاق «عفا». وغفا: نام نومة خفيفة.
(٧) النصف (بفتح النون وضمها وكسرها): الإنصاف. والألدّ: الخصم الشحيح الَّذي لا يرجع إلى الحق.
(٨) في الأصول: «إنها»، وهو تصحيف.
(٩) في الأصول: «حب عارب» تصحيف. والغارب: الكاهل.
(١٠) ثرة: غزيرة. والجود: المطر الغزير.