كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن حازم ونسبه

صفحة 317 - الجزء 14

  قبحت ولا سقاك اللَّه غيثا ... وجانبك التحيّة والسّلام

  هجاؤه ابن حميد أيضا

  قال: فبعث إليه ابن حميد بمال واعتذر إليه وسأله الكفّ، فلم يفعل، وردّ المال عليه، وقال فيه:

  موضع أسرارك المريب ... وحشو أثوابك العيوب

  وتمنع الضيف فضل زاد ... ورحلك الواسع الخصيب⁣(⁣١)

  يا جامعا مانعا بخيلا ... ليس له في العلا نصيب

  أبالرّشا يستمال مثلي؟ ... كلَّا! ومن عنده الغيوب⁣(⁣٢)

  / لا أرتدي حلَّة لمثن ... بوجهه من يدي ندوب⁣(⁣٣)

  وبين جنبيه لي كلوم ... دامية ما لها طبيب

  ما كنت في موضع الهدايا ... منك، ولا شعبنا قريب

  أنّي وقد نشّت المكاوي ... عن سمة شأنها عجيب⁣(⁣٤)

  وسار بالذّمّ فيك شعري ... وقيل لي محسن مصيب

  مالك مال اليتيم عندي ... ولا أرى أكله يطيب

  حسبك من موجز بليغ ... يبلغ ما يبلغ الخطيب

  خانه محمّد بن حميد فهجاه

  حدّثني عمّي قال حدّثني محمّد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني عليّ بن الحسين الشيبانيّ قال:

  بعث الحسن بن سهل محمّد بن حميد في وجهة، وأمره بجباية مال، وبحرب قوم من الشّراة⁣(⁣٥)، فخان في المال وهرب من الحرب، فقال فيه محمّد بن حازم الباهليّ:

  تشبّه بالأسد الثعلب ... فغادره معنقا يجنب⁣(⁣٦)

  وحاول ما ليس في طبعه ... فأسلمه الناب والمخلب

  فلم تغن عنه أباطيله ... وحاص فأحرزه المهرب⁣(⁣٧)


(١) الفضل: البقية. والرحل هنا: منزل الرجل ومسكنه وبيته.

(٢) الرشوة، مثلثة الراء: الجعل، والجمع رشا، بالكسر والضم.

(٣) الندبة كشجرة: أثر الجرح الباقي على الجلد، والجمع ندب كشجر، وجمع الجمع أنداب وندوب، وقيل: الندب واحد والجمع أنداب وندوب.

(٤) نشت: سمع لها صوت عند الكي.

(٥) الشراة: الخوارج.

(٦) أعنق الكلب: جعل في عنقه قلادة وفي ج «مفنقا» وهو تحريف، وجنبه كنصر: قاده إلى جنبه.

(٧) حاص: حاد وعدل.