أخبار ابن أبي الزوائد ونسبه
٨ - أخبار ابن أبي الزوائد ونسبه
  نسبه
  اسمه سليمان بن يحيى بن زيد بن معبد بن أيّوب بن هلال بن عوف بن نضلة بن عصيّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور. ويقال له ابن أبي الزوائد أيضا. شاعر مقلّ، من مخضرمي الدّولتين، وكان يؤمّ الناس في مسجد رسول اللَّه ﷺ.
  شعره في جارية كان يتعشقها
  أخبرني بذلك محمّد بن خلف وكيع قال: حدّثنا ابن أبي خيثمة عن بعض رجاله عن الأصمعيّ، وأخبرني وكيع قال: حدّثني طلحة بن عبد اللَّه الطَّلحيّ قال: أخبرني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل قال:
  كان ابن أبي الزوائد يتعشّق جارية سوداء مولاة الصّهيبيّين(١)، وكان يختلف إليها وهي في النّخل بحاجزة.
  فلمّا حان الجداد قال:
  حجيج أمسى جداد حاجزة ... فليت أنّ الجداد لم يحن(٢)
  وشتّ بين وكنت لي سكنا ... فيما مضى كان ليس بالسّكن(٣)
  / قد كان لي منك ما أسرّ به ... وليت ما كان منك لم يكن(٤)
  / نعفّ في لهونا ويجمعنا ال ... مجلس بين العريش والجرن(٥)
  يعجبنا اللَّهو والحديث ولا ... نخلط في لهونا هنا بهن(٦)
  لو قد رحلت الحمار منكشفا ... لم أرها بعدها ولم ترني(٧)
  فقال له أبو محمّد الجمحيّ: إنّ الشعراء يذكرون في شعرهم أنّهم رحلوا الإبل والنّجائب، وأنت تذكر أنّك رحلت حمارا. فقال: ما قلت إلَّا حقّا، واللَّه ما كان لي شيء أرحله غيره. قال: وقال فيها أيضا:
(١) نسبة إلى صهيب بن سنان الرومي، وهو من النمر بن قاسط، سبته الروم وهو غلام صغير، فنشأ بالروم، ثم ابتاعته كلب منهم وقدمت به مكة، فاشتراه منهم عبد اللَّه بن جدعان وأعتقه. وقد أسلم وهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللَّه ﷺ، ومات بالمدينة سنة ٣٨ هـ ودفن بالبقيع.
(٢) جد النخل كنصر جدا وجدادا، كسحاب وكتاب: صرمه وقطعه. وأمسى هنا تامة. والمفهوم من السياق أنه ينادي معشوقته فيقول: يا حجيج حان قطع وحاجزة اسم البقعة الَّتي كان فيها النخل.
(٣) شت كضرب: فرّق. والبين هنا: البعد والفراق.
(٤) في ب، س: «وكان ما كان».
(٥) الجرن كقفل، والجرين: موضع تجفيف التمر وهو له كالبيدر للحنطة. وجمع جرين: أجرنة وجرن كعنق.
(٦) الهن: كناية عما يستفحش ذكره من الرجل والمرأة.
(٧) رحل البعير كمنع: حط عليه الرحل.