كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن أبي الزوائد ونسبه

صفحة 334 - الجزء 14

  يا ليت أنّ العرب استلحقوا ... ريم الصّهيبيّين ذاك الأجمّ⁣(⁣١)

  وكان منهم فتزوّجته ... أو كنت من بعض رجال العجم

  هجاؤه لأبي عبيدة بن عبد اللَّه

  أخبرني وكيع قال: حدّثني طلحة بن عبد اللَّه بن الزّبير بن بكَّار عن عمّه قال:

  كان أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن ربيعة صديقا لابن أبي الزوائد، ثم تباعد ما بينهما لشيء بلغ أبا عبيدة عنه، فهجره من أجله، فهجاه؛ فقال:

  قطع الصفاء - ولم أكن ... أهلا لذاك - أبو عبيده

  لا تحسبنّك عاقلا ... فلأنت أحمق من حميده⁣(⁣٢)

  حميدة: امرأة كانت بالمدينة رعناء يضرب بها المثل في الحمق.

  شعره في قيان حماد بن عمران

  حدّثني عمّي ووكيع قالا: حدّثنا الكرانيّ عن أبي غسّان دماذ عن أبي عبيدة قال:

  دخل ابن أبي الزوائد إلى حمّاد بن عمران الطَّليحي، وكان يلقّب بعطعط، وكان له قيان يسمعهنّ الناس عنده، فرآهن ابن أبي الزوائد فقال فيهنّ:

  أقول وقد صفّت البظر لي: ... أللبظر أدخلني عطعط؟

  فإنّي امرؤ لا أحبّ الزّنا ... ولا يستفزّني البربط⁣(⁣٣)

  ولو بعضهنّ ابتغى صبوتي ... لخالط هامتها المخبط⁣(⁣٤)

  لبئس فعال امرئ قد قرا ... وهمّت عوارضه تشمط⁣(⁣٥)

  وما كنت مفترشا جارتي ... وسيّدها نائم يضرط

  أأفرغ في جارتي نطفة ... حراما كما يفرغ المسعط⁣(⁣٦)

  هجاؤه لامرأته الأنصارية

  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق قال: حدّثني أبو هفّان قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصليّ قال:

  حدّثني المسيّبي:


(١) ريم: مخفف رثم، وهو الظبي الخالص البياض، أجم: ليس له قرنان.

(٢) في ج: «من عبيدة» وهو خطأ.

(٣) البربط: العود؛ معرب.

(٤) المخبط كمنبر: العصا يخبط بها الورق.

(٥) في الأصول، «لبئس فعل من قد قرى» وهو تحريف لا يستقيم به الوزن. وقرا: مسهل عن «قرأ» أي الَّذي قد قرأ القرآن، وقد كان يؤم الناس في مسجد رسول اللَّه كما ذكر في أوّل الترجمة، والشمط بالتحريك: بياض الرأس يخالط سواده. والعارضة: صفحة الخد.

(٦) المسعط (بضم الميم والعين وكمنبر): ما يجعل فيه السعوط ويصب منه في الأنف.