كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن أبي الزوائد ونسبه

صفحة 336 - الجزء 14

  وبنو زياد من لقومك مثلهم ... أو مثل عنترة الهزبر الضّاري⁣(⁣١)

  والحيّ من سعد ذؤابة قومهم ... والفخر منهم والسّنام الواري⁣(⁣٢)

  والمانعون من العدوّ ذمارهم ... والمدركون عدوّهم بالثّار

  والناكحون بنات كلّ متوّج ... يوم الوغى غصبا بلا إمهار

  وبنو سليم نكل من عاداهم ... وحيا العفاة ومعقل الفرّار⁣(⁣٣)

  ليسوا بأنكاس إذا حاستهم ال ... موت العداة وصمّموا لمغار⁣(⁣٤)

  قدومه بغداد وتشوقه إلى المدينة وشعره

  أخبرني عيسى بن الحسين قال: حدّثنا الزبير بن بكَّار عن عمّه قال:

  كان ابن أبي الزوائد وفد إلى بغداد في أيّام المهديّ، فاستوخمها، فقال يتشوق إلى المدينة ويخاطب أبا غسّان محمّد بن يحيى وكان معه نازلا:

  يآبن يحيى ماذا بدا لك ماذا ... أمقام أم قد عزمت الخياذا⁣(⁣٥)

  فالبراغيث قد تثوّر منها ... سامر ما نلوذ منها ملاذا⁣(⁣٦)

  فنحكّ الجلود طورا فتدمى ... ونحكّ الصّدور والأفخاذا

  فسقى اللَّه طيبة الوبل سحّا ... وسقى الكرخ والصّراة الرّذاذا⁣(⁣٧)

  بلدة لا ترى بها العين يوما ... شاربا للنّبيذ أو نبّاذا⁣(⁣٨)

  أو فتى ماجنا يرى اللَّهو والبا ... طل مجدا أو صاحبا لوّاذا⁣(⁣٩)

  هذه الذال فاسمعوها وهاتوا ... شاعرا قال في الرّويّ على ذا


(١) هو زياد بن الربيع من بني عيسى بن بغيض بن ريث بن غطفان بن قيس بن عيلان. وعنترة الفوارس من بني عبس. والهزبر: الأسد.

(٢) سعد: هم بنو سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن عيلان بن مضر، أو هم بنو سعد بن بكر بن هوزان ... وذؤابة كل شيء: أعلاه. الواري: الشحم السمين.

(٣) بنو سليم: هم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة. والثكل: الموت والهلاك. في ج، ب، س: «فكل»؛ وهو تحريف.

والحيا: الخصب والمطر. والعفاة: جمع عاف، وهو كل طالب فضل أو رزق.

(٤) أنكاس: جمع نكس بالكسر، وهو الضعيف والمقصر عن غاية النجدة والكرم. وحاسي: مفاعلة من الحسو، والمغار: الإغارة.

(٥) كذا في الأصول والَّذي في «لسان العرب» و «تاج العروس»: الخواذ والمخاوذة: الفراق. وجاء أيضا في «القاموس»: الحواذ بالحاء: البعد.

(٦) تثوّر: ثار وهاج، وسمر كنصر: لم ينم.

(٧) طيبة: المدينة المنوّرة. جاء في «النهاية لابن الأثير»: «وفي الحديث أنه أمر أن تسمى المدينة طيبة وطابة، وهما من الطيب لأن المدينة كان اسمها يثرب، والثرب: الفساد، فنهى أن تسمى به وسماها طيبة وطابة وهما تأنيث طيب وطاب بمعنى الطيب، وقيل هو من الطيب بمعنى الطاهر لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه». والوبل: المطر الشديد الضخم القطر. والكرخ: محلة ببغداد.

والصرة: نهر ببغداد. والرذاذ: المطر الضعيف.

(٨) نبذ نبيذا: اتخذه، والنباذ: بائع النبيذ، كالخمار بائع الخمر.

(٩) يحتمل أن يكون «صاخبا» من الصخب وهو كثرة اللغط والجلبة. ولواذ مبالغة في لائذ، من لاذ به أي لجأ إليه وعاذ به.