كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الأسد ونسبه

صفحة 347 - الجزء 14

  وما تحرّك أير فامتلأ شبقا ... إلا تحرّك عرق في است ...

  ثم قال: في أست من؟ ومرّ به تسنيم بن الحواري⁣(⁣١) فسلَّم عليه، فقال: في است تسنيم واللَّه. فقال له: أيّ شيء ويلك؟ فقال: لا تسل. فقال: قد سمعت ما أكره، فاذكر لي سببه. فأنشده البيت، فقال: ويلك! أيّ شيء حملك على هذا؟ قال: سلامك عليّ. لا سلَّم اللَّه عليك ولا عليّ إن سلَّمت عليك بعدها، وبشّار يضحك. وقد مضى هذا الخبر بإسناده في أخبار بشار⁣(⁣٢).

  صوت

  وقد جمع معه كل ما يغنّى في هذه القصيدة:

  أجدّك أن نعم نأت أنت جازع ... قد اقتربت لو أنّ ذلك نافع

  وحسبك من نأي⁣(⁣٣) ثلاثة أشهر ... ومن حزن أن شاق قلبك رابع

  / بكت عين من أبكاك ليس لك البكى ... ولا تتخالجك الأمور النّوازع⁣(⁣٤)

  فلا يسمعن سرّي وسرّك ثالث ... ألا كلّ سرّ جاوز اثنين شائع

  / وكيف يشيع السّرّ منّي ودونه ... حجاب ومن فوق الحجاب الأضالع

  كأنّ فؤادي بين شقّين من عصا ... حذار وقوع البين والبين واقع

  وقالت وعيناها تفيضان عبرة ... بأهلي، بيّن لي متى أنت راجع؟

  فقلت لها باللَّه يدري مسافر ... إذا أضمرته الأرض ما اللَّه صانع؟

  فشدّت على فيها اللَّثام وأعرضت ... وأقبلن بالكحل السّحيق المدامع⁣(⁣٥)

  عروضه من الطويل. الشعر لقيس بن الحدادية، والغناء لإسحاق في الأوّل والثاني من الأبيات خفيف رمل بالوسطى، وفي الثالث وما بعده أربعة.


(١) سموا: الحواري بفتح أوّله وثانيه وفي آخره ياء مشدودة، والحوارى بضم أوله وبواو مشدودة مفتوحة وراء مفتوحة، انظر «تاج العروس».

(٢) انظر الجزء الثالث ١٧٣ طبع دار الكتب، وفي تلك الرواية: ما قام أير حمار ...

(٣) في الأصول «من ثاني» وفي ب، س، «رائع» وهو تحريف.

(٤) تخالجته الهموم: نازعته؛ يقال: تخالجته الهموم: إذا كان له هم في ناحية وهم في ناحية كأنه يجذبه إليه. والنوازع: الَّتي تنزع النفوس من صدورها.

(٥) السحيق: المسحوق. وأقبلن بإثبات النون، على لغة طيئ وأزد شنوءة أو هو وأقبل وسيرد بعد في القصيدة «وأمعن».