كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن الزبير ونسبه

صفحة 399 - الجزء 14

١٧ - أخبار عبد اللَّه بن الزّبير ونسبه

  نسبه

  عبد اللَّه بن الزّبير بن الأشم بن الأعشى بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان⁣(⁣١) بن أسد بن خزيمة.

  أخبرني بذلك أحمد عن الخرّاز عن ابن الأعرابي؛ وهو شاعر كوفيّ المنشأ والمنزل، من شعراء الدولة الأمويّة، وكان من شيعة بني أميّة وذوي الهوى فيهم والتعصّب والنّصرة على عدوّهم، فلما غلب مصعب بن الزبير على الكوفة أتي به أسيرا فمنّ عليه ووصله وأحسن إليه، فمدحه وأكثر، وانقطع إليه، فلم يزل معه حتى قتل مصعب، ثم عمي عبد اللَّه بن الزبير بعد ذلك، ومات في خلافة عبد الملك بن مروان، ويكنى عبد اللَّه أبا كثير، وهو القائل يعني نفسه:

  فقالت: ما فعلت أبا كثير ... أصح الودّ أم أخلفت بعدي؟⁣(⁣٢)

  وهو أحد الهجّائين للناس، المرهوب شرّهم.

  خبره مع عبد الرحمن بن أم الحكم

  قال ابن الأعرابي: كان عبد الرحمن بن أم الحكم على الكوفة من قبل خاله معاوية بن أبي سفيان، وكان ناس من بني علقمة بن قيس بن وهب بن الأعشى بن بجرة بن قيس بن منقذ قتلوا رجلا من بني الأشيم، من رهط عبد اللَّه بن الزّبير دنية⁣(⁣٣)، فخرج عبد الرحمن بن أمّ الحكم وافدا إلى معاوية، ومعه ابن الزبير ورفيقان / له من بني أسد، يقال لأحدهما أكل⁣(⁣٤) بن ربيعة من بني جذيمة⁣(⁣٥) بن مالك بن نصر بن قعين، وعديّ بن الحرث أحد بني العدان⁣(⁣٦) من بني نصر، فقال عبد الرحمن بن أم الحكم لابن الزّبير: خذ من بني عمّك ديتين لقتيلك، فأبى ابن


(١) في الأصول «داود» وهو تحريف، والتصويب عن «العقد الفريد» ٢: ٤٧.

(٢) سيرد هذا البيت بعد، وآخره: «أم أخلفت عهدي».

(٣) دنية: لحّا.

(٤) كذا في الأصول: «أكل»، ولعله «أكيل» كزبير أو «اكتل» كأحمد، وقد سمت بهما العرب، جاء في «تاج العروس» مستدرك مادة أكل: «وكزبير أكيل أبو حكيم مؤذن مسجد إبراهيم النخعي، وموسى بن أكيل روى عنه إسماعيل بن أبان الوراق» وجاء في «تاج العروس»: «أكتل: لص من لصوص البادية، قال الشاعر:

إن بها أكتل أو رزاما ... خويربين ينفقان الهاما

وأكتل بن الشماخ العكلي، شهد الجسر مع أبي عبيدة، محدث حدث عنه الشعبي.

(٥) في الأصول: «خزيمة» وهو تحريف.

(٦) في ب، س «الفذان» وهو تحريف وصوابه «العدان» وفي «تاج العروس» مستدرك مادة عدن: والعدان: قبيلة من بني أسد، وقد جاء في قصيدة لزهير بن أبي سلمى في مدح سنان بن أبي حارثة المري:

فلست بتارك ذكرى سليمى ... وتشبيني بأخت بني العدان

انظر «شرح ديوان زهير لأبي العباس ثعلب» ص ٣٠٥ طبع دار الكتب.