أخبار العباس بن مرداس ونسبه
  وقالت أخته عمرة ترثيه:
  لتبك ابن مرداس على ما عراهم ... عشيرته إذ حمّ أمس زوالها
  لدى الخصم إذ عند الأمير كفاهم ... فكان إليه فصلها وجدالها(١)
  ومعضلة للحاملين كفيتها ... إذا أنهلت هوج الرياح طلالها(٢)
  وقد روى العباس بن مرداس عن النبيّ ﷺ، ونقل عنه الحديث.
  دعاء النبي # لأمته
  حدّثنا الحسين بن الطيّب الشجاعيّ البلخي بالكوفة قال: حدّثنا أيوب بن محمّد الطَّلحي(٣) قال: حدّثنا عبد القاهر بن السريّ السّلمي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه حدّثه عن جدّه عباس بن مرداس أن النبي ﷺ دعا لأمّته عشيّة عرفة قال: فأجيب لهم بالمغفرة إلَّا ما كان من مظالم العباد بعضهم لبعض، قال: فإني آخذ للمظلوم من الظالم، قال: أي ربّ إن شئت أعطيت للمظلوم من الجنة، وغفرت للظالم، فلم يجب في حينه، فلما أصبح في المزدلفة أعاد الدعاء، فأجيب لهم بما سأل، فضحك النبي ﷺ أو تبسّم، فقال أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه: بأبي / أنت وأمّي! إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها أو تبسّم، فقال: إن إبليس لمّا علم أن اللَّه غفر لأمّتي جعل يحثو التراب على رأسه، ويدعو بالويل والثّبور، فضحكت من جزعه. تمّت أخبار العبّاس.
  صوت
  أرجوك بعد أبي العبّاس إذ بانا ... يا أكرم الناس أعراقا وعيدانا
  أرجوك من بعده إذ بان سيّدنا ... عنّا ولولاك لاستسلمت إذ بانا
  فأنت أكرم من يمشي على قدم ... وأنضر الناس عند المحل أغصانا
  لو مجّ عود على قوم عصارته ... لمجّ عودك فينا المسك والبانا(٤)
  الشعر لحمّاد عجرد، والغناء لحكم الواديّ، ولحنه من القدر الأوسط من الثقيل الأوّل بالبنصر في مجراها.
(١) فصلها أي في الخصومات والمشاكل.
(٢) النهل (كسبب): أوّل الشرب. هوج الرياح: الشديدة الهبوب. طلال: جمع طل وهو أخف المطر وأضعفه. يقول، إنه غياث لقومه وقت الجدب حين تهب الرياح الهوجاء حاملة طلالا لا تغني ولا تسد حاجة.
(٣) الَّذي في ج، «ها» «الصالحي».
(٤) في ب، س، ج «غضارته» والتصويب عن ط، مط، ها.