كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حماد عجرد ونسبه

صفحة 481 - الجزء 14

  يقيّن⁣(⁣١) عليها، وكان حمّاد عجرد يميل إليها، فإذا جاءهم / ثقل، ولم يمكن أحدا من أصدقائها أن يخلو بها، فيضرّ ذلك بأبي عون، فجاءه يوما وعنده أصدقاء لجاريته، فحجبها عنه، فقال فيه:

  إنّ أبا عون ولن يرعوي ... ما رقّصت رمضاؤها جندبا⁣(⁣٢)

  ليس يرى كسبا إذا لم يكن ... من كسب شفري جوهر طيّبا⁣(⁣٣)

  فسلَّط اللَّه على ما حوى ... مئزرها الأفعى أو العقربا⁣(⁣٤)

  ينسب بالكشخ ولا يشتهي ... بغير ذاك الاسم أن ينسبا⁣(⁣٥)

  وقال فيه أيضا:

  إن تكن أغلقت دوني بابا ... فلقد فتّحت للكشخ بابا

  وقال فيه أيضا:

  قد تخرطمت علينا لأنّا ... لم نكن نأتيك نبغي الصّوابا⁣(⁣٦)

  إنّما تكرم من كان منّا ... لسنان الحقو منها قرابا⁣(⁣٧)

  وقال فيه أيضا:

  يا نافع ابن الفاجره ... يا سيّد المؤاجره⁣(⁣٨)

  / يا حلف كلّ داعر ... وزوج كلّ عاهره

  ما أمة تملكها ... أو حرّة بطاهره

  تجارة أحدثتها ... في الكشخ غير بائره

  لو دخلت عفيفة ... بيتك صارت فاجره

  حتّى متى ترتع في ال ... خسران يا بن الخاسره

  تجمع في بيتك بي ... ن العرس والبرابره⁣(⁣٩)


(١) كذا في ط، مط، مب. والَّذي في باقي الأصول «يغير».

(٢) الرمضاء: الأرض الشديدة الحرارة. الجندب بفتح الدال وضمها: ضرب من الجراد، والجندب إذا رمض في شدّة الحر لا يقر على الأرض، بل يطير فيسمع لرجليه صرير، والمعنى: ولن يرعوي ما دامت الرمضاء ترقص الجندب.

(٣) الشفر: حرف الفرج.

(٤) المئزر: الإزار.

(٥) ينسب بالكشخ، أي يسمى بالكشخان، وسيأتي في شعره بعد:

فقد أصبحت في الناس ... إذا سميت كشخانا

والكشخان: الديوث.

(٦) تخرطم: يريد اخرنطم.

(٧) الحقو بالفتح ويكسر: الخصر، ومعقد الإزار من الجنب. لسنان الحقو، أي لحقوها الشبيه بالسنان في الرقة والضمور. وفي ج، ب، س «الحقوا» وهو تحريف، والتصويب عن ط، مط، مب، ها.

(٨) آجر المملوك إيجارا ومؤاجرة: أكراه.

(٩) العرس: امرأة الرجل.