كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حماد عجرد ونسبه

صفحة 482 - الجزء 14

  / وقال يهجوه:

  أنت إنسان تسمّى ... داره دار الزّواني

  قد جرى ذلك بالكر ... خ على كلّ لسان⁣(⁣١)

  لك في دار حر يز ... ني وفي دار حران⁣(⁣٢)

  وقال فيه:

  تفرح إن نيكت، وإن لم تنك ... بتّ حزين القلب مستعبرا⁣(⁣٣)

  أسكرك القوم فساهلتهم ... وكنت سهلا قبل أن تسكرا⁣(⁣٤)

  وقال فيه:

  قل للشقيّ الجدّ غير الأسعد ... أتحبّ أنّك فقحة ابن المقعد؟⁣(⁣٥)

  لو لم يجد شيئا يسكَّنها به ... يوما لسكَّنها بزبّ المسجد

  وقال فيه:

  أبا عون لقد صفّ ... ر زوّارك أذنيكا؟

  وعيناك ترى ذاك ... فأعمى اللَّه عينيكا

  هجا بشارا ببيت من الشعر

  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبي قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: لما قال حمّاد عجرد في بشّار:

  نسبت إلى برد وأنت لغيره ... وهبك لبرد نكت أمّك من برد؟

  قال بشّار: تهيّأ له عليّ في هذا البيت خمسة معان من الهجاء، قوله «نسبت إلى برد» معنى؛ ثم قوله: «وأنت لغيره» معنى آخر، ثم قوله: «فهبك لبرد» معنى ثالث، وقوله: «نكت أمّك» شتم مفرد، واستخفاف مجدّد، وهو معنى رابع، ثم ختمها بقوله: من برد؟ ولقد طلب جرير في هجائه للفرزدق تكثير المعاني، ونحا هذا النحو، فما تهيّأ له أكثر من ثلاثة معان في بيت، وهو قوله:

  لمّا وضعت على الفرزدق ميسمي ... وضغا البعيث جدعت أنف الأخطل⁣(⁣٦)


(١) الكرخ: محلة ببغداد.

(٢) في ج، ط، مط، مب «خوان» وفي ب، س «حوان» وهو تحريف. والتصويب عن «ها».

(٣) استعبر: بكى.

(٤) ساهله: ياسره.

(٥) الفقحة: حلقة الدبر.

(٦) قبل هذا البيت:

أعددت للشعراء سما ناقعا ... فسقيت آخرهم بكأس الأوّل

والميسم: المكواة، يريد به أهاجيه الَّتي يكويه بها. وضغا ضغوا: استخذى، وضغا: صاح وضجّ، وضغا السنور والكلب: صوّت وصاح، ثم كثر حتى قيل للإنسان إذا ضرب فاستغاث. وفي ج «وضعا» وفي «مختار الأغاني» «وصعا»، وفي ب، س «وضع البعيث». والتصويب عن ط، مط، مب، ها.