أخبار حماد عجرد ونسبه
  فاستحي من ترداده ... في حاجة متقاربة
  ليست بكاذبة(١)، ولو ... واللَّه كانت كاذبه(١)
  فقضيتها أحمدت غبّ ... قضائها في العاقبة
  إنّي وما رأيي بعا ... دم عاتب أو عاتبه(٢)
  / لأرى لمثلك كلَّما ... نابت عليه نائبه
  ألَّا يردّ يد امرئ ... بسطت إليه خائبه
  قال: فلقيت والبة بعد ذلك فقلت له: ما صنعت؟ فقال: قضى حاجتي وزاد.
  خبره مع المفضّل بن بلال
  أخبرني عمي قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن مهرويه عن الزبالي قال: بلغ حمّاد عجرد أنّ المفضّل بن بلال أعان بشّارا عليه وقدّمه وقرّظه، فقال فيه.
  عجبا للمفضّل بن بلال ... ما له يا أبا الزّبير ومالي
  عربيّ لا شكّ فيه ولا مر ... ية ما باله وبال الموالي
  قال: وأبو الزبير هذا الَّذي خاطبه هو قبيس بن الزبير، وكان قبيس ويونس بن أبي فروة كاتب عيسى بن موسى صديقين له، وكانوا جميعا زنادقة، وفي يونس يقول حمّاد عجرد وقد قدم من غيبة كان غابها:
  /
  كيف بعدي كنت يا يو ... نس لا زلت بخير
  وبغير الخير لازا ... ل قبيس بن الزبير
  أنت مطبوع على ما ... شئت من خير ومير(٣)
  وهو إنسان شبيه ... بكسير وعوير(٤)
  رغمه أهون عند ال ... ناس من ضرطة عير(٥)
  خبره مع سعاد الجارية
  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش ووكيع قالا: حدّثنا الفضل بن محمّد اليزيديّ قال: حدّثني إسحاق الموصليّ عن السّكوني قال: ذكر محمّد بن سنان أنّ حمّاد عجرد حضر جارية مغنّية يقال لها سعاد - وكان مولاها ظريفا - ومعه مطيع بن إياس، فقال مطيع:
  قبّليني سعاد باللَّه قبله ... واسأليني لها فديتك نحله(٦)
(١) في ها «يكاريه»، «كاريه».
(٢) كذا في ها. وفي باقي الأصول «غائب أو غائبة» وهو تصحيف. ولعلها «عائب أو عائبه».
(٣) مار عياله: جلب لهم الميرة بالكسر، أي الطعام؛ ويقال: ما عنده خير ولا مير.
(٤) يقال في المثل: «كسير وعوير وكل غير خير»، في الخصلتين المكروهتين.
(٥) العير: الحمار، وغلب على الوحشيّ.
(٦) النحلة: العطية.