أخبار حماد عجرد ونسبه
  فقال يحيى بن زياد:
  ويا سقيا لسطح أش ... رقت من بينهم حذوي(١)
  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق قال: حدّثنا حماد بن إسحاق عن أبيه: أن حمّاد عجرد قال في جوهر جارية أبي عون: - قال: وفيه غناء -:
  صوت
  إنّي أحبّك فاعلمي ... إن لم تكوني تعلمينا
  حبّا أفلّ قليله ... كجميع حبّ العالمينا
  شعره في وداع أبي خالد الأحول
  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال: كان حمّاد عجرد صديقا لأبي خالد الأحول أبي أحمد بن أبي خالد، فأراد الخروج إلى واسط، وأراد وداع أبي خالد، فلما جاءه لذلك حجبه الغلام وقال له: هو مشغول في هذا الوقت، فكتب إليه [يقول](٢):
  عليك السّلام أبا خالد ... وما للوداع ذكرت السلاما
  ولكن تحيّة مستطرب ... يحبّك حبّ الغويّ المداما(٣)
  / أردت الشّخوص إلى واسط ... ولست أطيل هناك المقاما
  فإن كنت مكتفيا بالكتا ... ب دون اللَّمام تركت اللَّماما(٤)
  وإلَّا فأوص هداك الملي ... ك بوّابكم بي وأوص الغلاما
  [فإن جئت أدخلت في الداخلي ... ن إمّا قعودا وإمّا قياما](٥)
  فإن لم أكن منك أهلا لذاك ... فلا لوم لست أحبّ الملاما
  لأنّي أذمّ إليك الأنا ... م أخزاهم اللَّه طرّا أناما
  فإنّي وجدتهم كلَّهم ... يميتون حمدا ويحيون ذاما(٦)
  سوى عصبة لست أعنيهم ... كرام فإنّي أحبّ الكراما
  وأقلل عديدهم إن عددت ... فما أكثر الأرذلين اللَّئاما
(١) الحذو والحذاء: الإزاء والمقابل.
(٢) عن ط، مط. وسقطت من باقي الأصول.
(٣) استطرب: طلب الطرب.
(٤) ألم به: زاره غبا؛ وهو يزورنا لماما، أي في بعض الأحايين.
(٥) سقط هذا البيت من ب، س. وقد أثبتناه عن باقي الأصول.
(٦) الذام: العيب.