كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حماد عجرد ونسبه

صفحة 494 - الجزء 14

  إخوانه قد جعلوا ... أمّ بنيه مركبا

  واتّخذوا جوهرة ... مبولة وملعبا

  إن نكتها أرضيته ... أو لم تنكها غضبا

  أحبهم إليه من ... أدخل فيها ذنبا

  ومن إذا ما لم ينك⁣(⁣١) ... جرّ إليها جلبا

  هجاؤه غيلان جدّ عبد الصّمد بن المعذّل

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا اللَّابيّ عن مهديّ بن سابق قال: استعمل محمّد بن أبي العبّاس وهو يلي⁣(⁣٢) البصرة غيلان جدّ عبد الصّمد بن المعذّل على / بعض أعشار البصرة، وظهر منه على خيانة، فعزله، وأخذ ما خانه فيه، فقال حمّاد عجرد يهجوه:

  ظهر الأمير عليك يا غيلان ... إذ خنته إنّ الأمير معان

  أمع الدمامة قد جمعت خيانة! ... قبح الدّميم الفاجر الخوّان

  أخبرني عمي قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر عن أبي دعامة قال: أنشد بشّار قول حمّاد عجرد في غلام كان يهواه يقال له أبو بشر:

  صوت

  أخي كفّ عن لومي فإنّك لا تدري ... بما فعل الحبّ المبرّح في صدري

  أخي أنت تلحاني وقلبك فارغ ... وقلبي مشغول الجوانح بالفكر

  أخي إنّ دائي ليس عندي دواؤه ... ولكن دوائي عند قلب أبي بشر

  دوائي ودائي عند من لو رأيته ... يقلَّب عينيه لأقصرت عن زجري

  فأقسم لو أصبحت في لوعة الهوى ... لأقصرت عن لومي وأطنبت في عذري

  ولكن بلائي منك أنّك ناصح ... وأنّك لا تدري بأنك لا تدري

  فطرب بشّار ثم قال: ويلكم، أحسن واللَّه! من هذا؟ قالوا: حمّاد عجرد؛ قال: أوّه، وكلتموني واللَّه بقيّة يومي بها طويل، واللَّه لا أطعم بقيّة يومي طعاما ولأصوم غمّا بما يقول النّبطيّ ابن الزانية مثل هذا.

  في الأول والثاني من هذه الأبيات لحن من الثقيل الأوّل ذكر / الهشاميّ أنه لعطرّد.

  أنشدني جحظة، عن حمّاد بن إسحاق، عن أبيه لحمّاد عجرد:

  خليلي لا يفي أبدا ... يمنّيني غدا فغدا

  / وبعد غد وبعد غد ... كذا لا ينقضي أبدا


(١) في ط، مط «يعف».

(٢) في ب، س «على».