أخبار حماد عجرد ونسبه
  حلقيّ استه أو ... سع من است بحيش(١)
  ثم بغّاء على ذا ... أبلغ الناس لفيش(٢)
  يا بني الأشعث ما عي ... شكم عندي بعيش
  حين لا يوجد منكم ... غيره قائد جيش
  قال: وكان بحيش هذا رجلا من أهل البصرة لم يكن بينه وبين حمّاد شيء، فلمّا بلغه هذا الشعر وفد من البصرة إلى حمّاد قاصدا، وقال له: يا هذا، مالي ولك، وما ذنبي إليك؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا بحيش،. أما وجدت أحدا أوسع دبرا منّي يتمثّل به؟ فضحك ثم قال: هذه بليّة صبّتها عليك القافية(٣)، وأنت ظريف وليس يجري بعد هذا مثله.
  هجا أبا عون
  أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن الحرون. قال: كان حماد عجرد يعاشر أبا عون جدّ ابن أبي عون العابد؛ وكان ينزل الكرخ، وكان عجرد إذا قدم بغداد زاره، فبلغ أبا عون أنه يحدّث الناس أنه يهوى جارية يقال لها جوهر، فحجبه وجفاه واطرحه، فقال يهجو أبا عون:
  /
  أبا عون لحاك اللَّا ... هـ - يا عرّة - إنسانا(٤)
  فقد أصبحت في الناس ... إذا سمّيت كشخانا(٥)
  بنيت اليوم في الكشح ... لأهل الكرخ بنيانا
  / وشرّفت لهم في ذا ... لنا أبوابا وحيطانا
  وألفيت على ذاك ... من الفسّاق أعوانا
  ومجّانا ولن تعد ... م من يمجن مجّانا
  فأخزى اللَّه من كنت ... أخاه كان من كانا
  ولا زلت ولا زال ... بأخلاقك خزيانا
  وعريانا كما أصبح ... ت من دينك عريانا
  وقال فيه أيضا:
  إنّ أبا عون ولا ... أقول فيه كذبا
  غاو أتى مدينة ... فسنّ فيها عجبا
(١) الحلقي: صفة سوء في الرجل، من قولهم: أتان حلقية إذا تداولتها الحمر فأصابها بسبب ذلك داء وفي «ها». «تجيش».
(٢) الفيش والفيشة: رأس الذكر.
(٣) في ها «صبها عليك الرويّ».
(٤) العرة: الجرب، والمعنى يا شبيها بالعرة. وفي ها «ما عمر».
(٥) الكشخان: الدّيوث.