كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أحيحة بن الجلاح ونسبه وخبره والسبب الذي من أجله قال الشعر

صفحة 40 - الجزء 15

  فعاطنيها صفراء صافية ... تضحك من لؤلؤ على ذهب

  قال: ولها فيه عمل فاضل. ومن صنعتها قوله:

  صوت

  الكأس بعد الكأس قد ... تصبي لك الرجل الحليما

  وتقرّب النسب البعي ... - د وتبسط الوجه الشّتيما⁣(⁣١)

  قال: وممّا برّزت فيه من صنعتها:

  صوت

  هاتها سكَّريّة كشعاع ال ... شّمس لا قرقفا ولا خندريسا⁣(⁣٢)

  في ربى يخلع الوليّ عليها ... ما يحيّي به الجليس الجليسا⁣(⁣٣)

  فلنوّارها نسيم إذا ما ... حرّكته الرّياح ردّ النّفوسا

  صوت

  أمسى لسلَّامة الزّرقاء في كبدي ... صدع مقيم طوال الدّهر والأبد

  لا يستطيع صناع القوم يشعبه ... وكيف يشعب صدع الحبّ في الكبد⁣(⁣٤)

  إلَّا بوصل التي من حبّها انصدعت ... تلك الصّدوع من الأسقام والكمد

  الشعر والغناء لمحمد بن الأشعث بن فجوة الكاتب الكوفي، أحد بني زهرة من قريش. ولحنه من خفيف الثّقيل الأوّل بالبنصر.

  سلامة الزرقاء:

  وسلَّامة الزرقاء هذه جارية ابن رامين، وكانت إحدى القينات المحسنات.


(١) الشتيم: القبيح الكريه المنظرة.

(٢) القرقف: التي تقرقف صاحبها، لشدتها. والخندريس: القديمة.

(٣) الولي: المطر يأتي بعد الوسمي. يحيي الجليس جليسه بالزهر.

(٤) الصناع، بالفتح: الحاذق بالصنعة، يقال للذكر والأنثى. والشعب: الإصلاح. أراد: أن يشعبه، فحذف «أن».