ذكر خبر سلامة الزرقاء ومحمد بن الأشعث
  صوت
  قل لأختي التي أحبّ رضاها ... أنت لي فاعلميه ركن شديد
  إنّ لي حاجة إليك فقولي: ... بين أذني وعاتقي ما تريد
  يعني قولي: ما تريد في عنقي حتّى أفعله. ففطنت الزّرقاء للذي أراد، فوهبت له الوصيفة، فخرج بها.
  الغناء فيه رمل بالوسطى. ذكر عمرو بن بانة أنّه لابن سريج، وقد وهم في ذلك، بل الغناء لمحمد بن الأشعث لا يشكّ فيه:
  هو وهشام بن محمد عند ابن رامين:
  قال هارون: وحدّثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه، قال: وحدّثني أبو عبد اللَّه الأسكّ(١) أمير المغنّين أن محمد بن الأشعث الزهري، وهشام بن محمد بن أبي عثمان السّلمي، اجتمعا عند ابن رامين، وكان هشام قد أنفق في منزله مالا عظيما، وكان يقال لأبيه بسيار درم(٢)، وتفسيره بالعربية: الكثير الدراهم، فقال محمد بن الأشعث:
  يا هشام قل ما تشاء. قال:
  قل لأختي التي أحبّ رضاها ... أنت لي فاعلميه ركن شديد
  وأشار بذلك إلى سلَّامة الزرقاء. قالت وقد سمعت: فقل. فقال:
  إنّ لي حاجة إليك فقولي ... بين أذني وعاتقي ما تريد
  ففطنت الزرقاء للذي أراد، فقالت: بين أذني وعاتقي ما تريد، فما هو؟ قال: وصيفتك هذه، فإنّها قد أعجبتني. قالت: هي لك. فأخذها فما ردّ ذلك ابن رامين ولا تكلَّم فيه.
  وهذا الشعر والغناء فيه لمحمّد بن الأشعث.
  قال هارون: وحدّثني أبو أيوب عن أحمد بن إبراهيم قال:
  هواه لسلامة وسحيقة واسترضاء ابن رامين له:
  ذكر عمرو بن نوفل بن أنس بن زيد التميمي(٣)، أنّ محمد بن الأشعث كان ملازما لابن رامين ولجاريته سلَّامة الزرقاء، فشهر بذلك(٤)، وكان رجلا قصّافا(٥) فلامه قومه في فعله فلم يحفل بمقالتهم وطال ذلك منه ومنهم، حتّى رأى بعض ما كره في منزل ابن رامين، فمال إلى سحيقة جارية زريق بن منيح، مولى عيسى بن موسى. وكان زريق شيخا سخيّا(٦) كريما نبيلا يجتمع إليه أشراف الكوفة من كلّ حيّ، وكان الغالب على منزله رجلا من ولد القاسم بن عبد
(١) ما عدا ط، مب: «الأشيك».
(٢) مركب من «بسيار» الفارسية بمعنى كثير. ودرم، هي أصل كلمة «درهم» في الفارسية.
(٣) ما عدا ط، مب، مط: «التيمي».
(٤) ما عدا ط، مب، مط: «فشهد بذلك» تحريف.
(٥) قصافا: كثير القصف، وهو اللهو واللعب على الطعام، كما في «القاموس».
(٦) هذه الكلمة من ط، مب، مط فقط.