ذكر خبر سلامة الزرقاء ومحمد بن الأشعث
  الغفّار العجلي، كغلبة محمد بن الأشعث على منزل ابن رامين، فتواصلا على ملازمة بيت زريق. ففي ذلك يقول محمد بن الأشعث:
  يا بن رامين بحت بالتّصريح ... في هواي سحيقة ابن منيح(١)
  قينة عفّة ومولَّى كريم ... ونديم من اللَّباب الصّريح(٢)
  / ربعيّ مهذّب أريحيّ ... يشتري الحمد بالفعال الرّبيح(٣)
  / نحن منه في كلّ ما تشتهي الأن ... - فس من لذّة وعيش نجيح
  عند قرم(٤) من هاشم في ذراها ... وغناء من الغزال المليح
  في سرور وفي نعيم مقيم ... قد أمنّا من كلّ أمر قبيح
  فاسل عنا كما سلوناك إنّي ... غير سال عن ذات نفسي وروحي
  حافظ منك كلّ ما كنت قد ض ... - يّعت مما عصيت فيه نصيحي
  فالقلى ما حييت منّي لك الدّه ... - ر بودّ لمنيتي ممنوح(٥)
  يا بن رامين فالزمن مسجد ألح ... يّ وطول الصّلاة والتّسبيح
  قال عمرو بن نوفل: فلم يدع ابن رامين شريفا بالكوفة إلَّا تحمّل به على ابن الأشعث وأن يرضى عنه، ويعاود زيارته، فلم يفعل، حتّى تحمّل عليه بالحجوانيّ، وهو محمد بن بشر بن حجوان الأسديّ، وكان يومئذ على الكوفة، فكلمه فرضي عنه ورجع إلى زيارته، ولم يقطع منزل زريق. وقال في سحيقة:
  سحيقة أنت واحدة القيان ... فمالك مشبه فيهن ثان
  فضلت على القيان بفضل حذق ... فحزت على المدى قصب الرّهان
  سجدن لك القيان مكفّرات ... كما سجد المجوس لمرزبان(٦)
  ولا سيما إذا غنّيت صوتا ... وحرّكت المثالث والمثاني(٧)
  / شربت الخمر حتّى خلت أنّي ... أبو قابوس أو عبد المدان(٨)
(١) أي في حبي لسحيقة المنسوبة إلى ابن منيح، وهو
(٢) اللباب: الصفوة. والصريح: الخالص.
(٣) ربعي: منسوب إلى ربيعة. والأريحي: الذي يهتز للكرم.
(٤) القرم: السيد. ما عدا ط، مب: «قوم» تحريف.
(٥) القلى: البغض والكراهية. ما عدا ط، ح، مب، مط: «فاكتفي». لمنيتي، يعني بها جارية ابن رامين. يقول: إن ودي الممنوح لتلك الجارية مقابل ببغضي لك. ما عدا ط، ح: «يا منيتي».
(٦) التكفير: إيماء الذمي أو المجوسي برأسه، أو أن يتطامن ويضع يده على صدره، أو أن يسجد لمن يعظمه، أو أن ينحني ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع، وكل أولئك طريقة للتعظيم.
(٧) سيما: مخفف سيما. والمثلث والمثنى من أوتار العود.
(٨) أبو قابوس: كنية النعمان بن المنذر. وعبد المدان: سيد من سادات مذحج، وهو أبو يزيد عمرو بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن عمرو، كما سبق في خبر أساقفة نجران.