كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر خبر سلامة الزرقاء ومحمد بن الأشعث

صفحة 52 - الجزء 15

  صفة أخرى للزرقاء:

  قال هارون: وحدّثني أبو أيوب المديني، عن أحمد بن إبراهيم قال: قال بعض المدنيّين:

  أتيت منزل ابن رامين، فوجدته عنده جارية قد رفع ثديها قميصا، لها شارب أخضر ممتدّ على شفتيها⁣(⁣١) امتداد الطَّراز، كأنّما خطَّت طرّتها وحاجباها بقلم، لا يحلقها في ضرب من ضروب حسنها وصف واصف، فسألت عن اسمها فقيل: هذه الزّرقاء.

  نسبة الصوت الذي في الخبر

  صوت

  إذا ما أمّ عبد اللَّا ... - هـ لم تحلل بواديه

  ولم تشف سقيما هـ ... - يج الحزن دواعيه

  غزال راعه القنّا ... ص تحميه صواصيه⁣(⁣٢)

  / عرفت الربع بالإكلي ... - ل عفّته سوافيه⁣(⁣٣)

  بجوّ ناعم الحوذا ... ن ملتفّ روابيه⁣(⁣٤)

  / وما ذكرى حبيبا ... وقليلا ما أواتيه

  كذي الخمر تمنّاها ... وقد أسرف ساقيه⁣(⁣٥)

  ذكر الزّبير بن بكَّار أنّ الشّعر لعديّ بن نوفل، وقيل إنّه للنّعمان بن بشير الأنصاريّ⁣(⁣٦) وذاك أصحّ.

  وقد أخرجت أخبار النّعمان فيه مفردة في موضع آخر، وذكرت القصيدة بأسرها. ورواها ابن الأعرابيّ وأبو عمرو الشيباني للنّعمان، ولم يذكر أنّها لعديّ غير الزّبير بن بكَّار.

  والغناء فيما ذكر عمرو بن بانة لمعبد، خفيف رمل بالوسطى. وذكر إسحاق أنّ فيه خفيف رمل بالسبّابة في مجرى البنصر، يمان⁣(⁣٧). وفيه للغريض ثقيل أوّل بالوسطى عن الهشامي، في الأول والثاني والرابع والخامس.


(١) ط: «شقتها» مب، مط: «شفتها».

(٢) راعه: أفزعه. والقناص، بالفتح، هو القانص، وبالضم: جمع قانص. ما عدا ط، مب: «رابه القناص». والصياصي: الحصون.

(٣) الإكليل: اسم موضع. وأنشد هذه الأبيات ياقوت في رسم (الإكليل). والسوافي: الرياح التي تسفي التراب.

(٤) الجو والجوة: المنخفص من الأرض. والحوذان، بالفتح: نبت له زهرة حمراء في أصلها صفرة. ملتف روابيه: أي ملتف نبات روابيه. والرابية: ما ارتفع من الأرض.

(٥) ما عدا ط، مب، مط: «كذا الخمر» محرّف.

(٦) هذا يطابق ما في «معجم البلدان» في رسم (الإكليل).

(٧) هذه الكلمة من ط، ح، مب، مط.