نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
  /
  سأحمل نفسي على خطَّة ... فإمّا عليها وإمّا لها
  فإن تصبر النّفس تلق السّرور ... وإن تجزع النفس أشقى لها
  غنّى فيه ابن سريج خفيف رمل بالبنصر.
  قال السّلمي: ليست هذه في صخر، هذه إنّما رثت بها معاوية أخاها، وبنو مرّة قتلته. ولكنها قالت في صخر:
  قذّى بعينك أم بالعين عوّار ... أم أقفرت إذ خلت من أهلها الدار(١)
  تبكي لصخر، هي العبري وقد ثكلت(٢) ... ودونه من جديد التّرب أستار
  لا بدّ من ميتة في صرفها غير ... والدّهر في صرفه حول وأطوار
  يا صخر ورّاد ماء قد تناذره ... أهل الموارد ما في ورده عار(٣)
  مشى السبنتى إلى هيجاء معضلة ... له سلاحان أنياب وأظفار(٤)
  فما عجول على بوّ تطيف به ... لها حنينان إصغار وإكبار(٥)
  ترتع ما رتعت حتّى إذا ادّكرت ... فإنّما هي إقبال وإدبار
  / لا تسمن الدّهر في أرض وإن رتعت ... فإنّما هي تحنان وتسجار(٦)
  يوما بأوجد منّي يوم فارقني ... صخر وللدّهر إحلاء وإمرار(٧)
  فإنّ صخرا لوالينا وسيّدنا ... وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار
  وإن صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنّه علم في رأسه نار
  - غنّى في هذين البيتين الأولين ابن سريج، من رواية يونس -:
  لم ترأه جارة يمشي بساحتها ... لريبة حين يخلي بيته الجار(٨)
  ولا تراه وما في البيت يأكله ... لكنّه بارز بالصّحن مهمار(٩)
  مثل الرّدينيّ لم تنفد شبيبته ... كأنّه تحت طيّ البرد أسوار
(١) ط: «أم خلت». مط: «أم ذرفت».
(٢) ما عدا ط، ج، مب، مط: «وقد ذرفت».
(٣) ط، ج، مط: «وارد ماء».
(٤) السبنتي: النمر.
(٥) الإصغار: حنينها إذا خفضته. وإكبارها: حنينها إذا رفعته.
(٦) التسجار: تفعال من سجرت الناقة: مدت حنينها.
(٧) ما عدا ط، مب، مط: «وللَّه إحلاء».
(٨) لم ترأه، على الأصل، وفي ط، ج، مب: «لم تره» على التخفيف. ونظير الأول قول سراقة البارقي في «اللسان» (رأى):
أرى عيني ما لم تر إياه ... كلانا عالم بالترهات
(٩) مهمار: مبالغة من الهمر، وهو انصباب المطر، كناية عن كثرة جوده. والذي في «المعاجم» أن المهمار: الكثير الكلام.