نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
  فزال الكواكب من فقده ... وجلَّلت الشمس أجلالها
  / وداهية جرّها جارم ... تبيل الحواصن أحبالها(١)
  كفاها ابن عمرو ولم يستعن ... ولو كان غيرك أدنى لها
  وليس بأولى ولكنّه ... سيكفي العشيرة ما عالها(٢)
  / بمعترك ضيّق بينه ... تجرّ المنية أذيالها
  وبيض منعت غداة الصّبا ... ح تكشف للرّوع أذيالها(٣)
  ومعملة سقتها قاعدا ... فأعلمت بالسيف أغفالها(٤)
  وناجية كأتان الثّمي ... - ل غادرت بالخلّ أوصالها(٥)
  [إلى ملك لا إلى سوقة ... وذلك ما كان إعمالها](٦)
  وتمنح خيلك أرض العدوّ ... وتنبذ بالغزو أطفالها
  ونوح بعثت كمثل الإرا ... خ آنست العين أسبالها(٧)
  تفسير هذه المرثية:
  التفسير، عن أبي عبيدة:
  قوله حلَّت به الأرض، قال بعضهم: حلت من الحلية أي زيّنت به الأرض موتاها، حين دفن بها. وقال بعضهم: حلَّت من حللت الشيء. والمعنى ألقت مراسيها، كأنه كان ثقلا عليها. قال: اللفظ لفظ الاستفهام والمعنى خبر، كما قال جرير:
  ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
  / قال: جواب «أبعد» في «آسى» أي أبعد ابن عمرو آسى وأسأل نائحة مالها.
(١) الحواصن من النساء: الخبالى. وبعجز هذا البيت استشهد في «اللسان» (حصن). والأحبال: جمع حبل، بالتحريك، وهو حمل المرأة. أراد أن تلك الدهية تفزع الحبالى فيسقطن الأجنة. ما عدا ط، ج، مب: «تبين الحواصن أحمالها» لكن في ها: «تنيل الحواضن أحبالها» محرّف.
(٢) ط، ج، ها، مب: «ما نالها» وفي سائر النسخ: «ما غالها» وتفسير أبي الفرج فيما سيأتي يقتضي أن تكون «ما عالها».
(٣) الصباح: الغازة صبحا. ما عدا ط، ج، ها، مب: «الصباح».
(٤) ط، ج، ها، مب: «ومعلمة» والتفسير التالي يقتضي ما أثبت من سائر النسخ. والأغفال: جمع غفل، بالضم، وهي التي لا سمة عليها.
(٥) الناجية: الناقة السريعة. والأتان: الصخرة. ما عدا ط، ج، ها، مب: «لانتيات الثميل» محرّف.
(٦) التكملة من ط، ها.
(٧) النوح، بالفتح، عنى بهن النساء يجتمعن للحزن ما أصابهن من ثكل. والإراخ، بالكسر: جمع إرخ، بكسر الهمزة وفتحها، وهي البقر أو البكر منها. آنست: أبصرت. والعين، بالكسر: جمع عيناء الواسعة العينين. والأسبال: جمع سبل، بالتحريك، وهو المطر.