نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
  فحقّق خفاف في شعره أنّ الذي طعن معاوية هو هاشم بن حرملة.
  رثاء الخنساء لأخيها معاوية:
  وقالت الخنساء ترثي أخاها معاوية:
  ألا لا أرى في الناس مثل معاوية ... إذا طرقت إحدى الليالي بداهيه
  بداهية يصغي الكلاب حسيسها ... وتخرج من سرّ النجيّ علانيه(١)
  ألا لا أرى كفارس الورد فارسا ... إذا ما علته جرأة وغلابيه(٢)
  وكان لزاز الحرب عند شبوبها ... إذا شمّرت عن ساقها وهي ذاكية(٣)
  وقوّاد خيل نحو أخرى كأنّها ... سعال وعقبان عليها زبانيه(٤)
  بلينا وما تبلى تعار وما ترى ... على حدث الأيام إلا كما هيه(٥)
  فأقسمت لا ينفكّ دمعي وعولتي ... عليك بحزن ما دعا اللَّه داعيه
  مرثية أخرى لها في معاوية:
  وقالت الخنساء في كلمة أخرى ترثيه أيضا:
  إلا ما لعينيك أم مالها ... لقد أخضل الدمع سربالها
  أبعد ابن عمرو من آل الشري ... - د حلَّت به الأرض أثقالها
  وأقسمت آسى على هالك ... وأسأل نائحة مالها
  سأحمل نفسي على آلة ... فإمّا عليها وإمّا لها
  نهين النفوس وهون النّفو ... س يوم الكريهة أبقى لها
  ور جراجة فوقها بيضها ... عليها المضاعف زفنا لها(٦)
  ككرفئة الغيث ذات الصّبي ... - ر ترمي السحاب ويرمي لها
  وقافية مثل حدّ السّنا ... ن تبقى ويهلك من قالها
  نطقت ابن عمرو فسهّلتها ... ولم ينطق الناس أمثالها
  فإن تك مرّة أودت به ... فقد كان يكثر تقتالها
(١) يصغيها: يجعلها تميل رأسها وأذنها للتسمع. وفي أمثالهم: «شر أهر ذا ناب». وللكلاب حس صادق بالعدو، تنذر قومها إذا شعرت به. والحسيس والحس: الحركة.
(٢) الورد: فرسه. ما عدا ط، ج، ها: «كالفارس الورد». الغلابية: القهر والغلبة. وفي الأصول ما عدا «ها» علانية.
(٣) لزاز الحرب، أي ملازم لها موكل بها.
(٤) سعال: جمع سعلاة، وهي الغول.
(٥) تعار، بالكسر: جبل في بلاد قيس. وأنثها على أنها جبال.
(٦) الرجراجة: الكتيبة تضطرب في سيرها لكثرتها. المضاعف، أي الحديد المصاعف من نسج الدروع ونحوها. زاف يزيف: أسرع.