كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية

صفحة 65 - الجزء 15

  فحقّق خفاف في شعره أنّ الذي طعن معاوية هو هاشم بن حرملة.

  رثاء الخنساء لأخيها معاوية:

  وقالت الخنساء ترثي أخاها معاوية:

  ألا لا أرى في الناس مثل معاوية ... إذا طرقت إحدى الليالي بداهيه

  بداهية يصغي الكلاب حسيسها ... وتخرج من سرّ النجيّ علانيه⁣(⁣١)

  ألا لا أرى كفارس الورد فارسا ... إذا ما علته جرأة وغلابيه⁣(⁣٢)

  وكان لزاز الحرب عند شبوبها ... إذا شمّرت عن ساقها وهي ذاكية⁣(⁣٣)

  وقوّاد خيل نحو أخرى كأنّها ... سعال وعقبان عليها زبانيه⁣(⁣٤)

  بلينا وما تبلى تعار وما ترى ... على حدث الأيام إلا كما هيه⁣(⁣٥)

  فأقسمت لا ينفكّ دمعي وعولتي ... عليك بحزن ما دعا اللَّه داعيه

  مرثية أخرى لها في معاوية:

  وقالت الخنساء في كلمة أخرى ترثيه أيضا:

  إلا ما لعينيك أم مالها ... لقد أخضل الدمع سربالها

  أبعد ابن عمرو من آل الشري ... - د حلَّت به الأرض أثقالها

  وأقسمت آسى على هالك ... وأسأل نائحة مالها

  سأحمل نفسي على آلة ... فإمّا عليها وإمّا لها

  نهين النفوس وهون النّفو ... س يوم الكريهة أبقى لها

  ور جراجة فوقها بيضها ... عليها المضاعف زفنا لها⁣(⁣٦)

  ككرفئة الغيث ذات الصّبي ... - ر ترمي السحاب ويرمي لها

  وقافية مثل حدّ السّنا ... ن تبقى ويهلك من قالها

  نطقت ابن عمرو فسهّلتها ... ولم ينطق الناس أمثالها

  فإن تك مرّة أودت به ... فقد كان يكثر تقتالها


(١) يصغيها: يجعلها تميل رأسها وأذنها للتسمع. وفي أمثالهم: «شر أهر ذا ناب». وللكلاب حس صادق بالعدو، تنذر قومها إذا شعرت به. والحسيس والحس: الحركة.

(٢) الورد: فرسه. ما عدا ط، ج، ها: «كالفارس الورد». الغلابية: القهر والغلبة. وفي الأصول ما عدا «ها» علانية.

(٣) لزاز الحرب، أي ملازم لها موكل بها.

(٤) سعال: جمع سعلاة، وهي الغول.

(٥) تعار، بالكسر: جبل في بلاد قيس. وأنثها على أنها جبال.

(٦) الرجراجة: الكتيبة تضطرب في سيرها لكثرتها. المضاعف، أي الحديد المصاعف من نسج الدروع ونحوها. زاف يزيف: أسرع.