كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية

صفحة 72 - الجزء 15

  ولكنّا نريد هلاك قوم ... فنقتلهم ونشريهم بكسر⁣(⁣١)

  / وقال صخر أيضا:

  ألا لا أرى مستعتب الدّهر معتبا ... ولا آخذ منه الرضا إن تغضّبا⁣(⁣٢)

  وذي إخوة قطَّعت أقران بينهم ... إذا ما النّفوس صرن حسرى ولغّبا⁣(⁣٣)

  أقول لرمس بين أجراع بيشة ... سقاك الغوادي الوابل المتحلَّبا⁣(⁣٤)

  لنعم الفتى أدّى ابن صرمة بزّه مإذا الفحل أمسى عاري الظهر أحدبا

  لقاء قيس بن الأصور لهاشم بن حرملة:

  قال أبو عبيدة: ثم إنّ هاشم بن حرملة خرج غازيا، فلما كان ببلاد جشم بن بكر بن هوازن نزل منزلا وأخذ صفنا⁣(⁣٥) وخلا لحاجته بين شجر، ورأى غفلته قيس بن الأصور⁣(⁣٦) الجشميّ فتبعه وقال: هذا قاتل معاوية! لا وألت نفسي إن وأل⁣(⁣٧)! فلما قعد على حاجته تقتّر له بين الشجر⁣(⁣٨)، حتّى إذا كان خلفه أرسل إليه معبلة⁣(⁣٩) فقتله.

  شعر الخنساء في مقتل هاشم:

  فقالت الخنساء في ذلك - قال ابن الكلبي: وهي الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن شريد بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم -:

  فدى للفارس الجشمي نفسي ... وأفديه بمن لي من حميم

  / أفدّيه بجلّ بني سليم ... بظاعنهم وبالأنس المقيم⁣(⁣١٠)

  كما من هاشم أقررت عيني ... وكانت لا تنام ولا تنيم

  كان هاشم بن حرملة أسود العرب وأشدهم:

  قال أبو عبيدة: وكان هاشم بن حرملة بن صرمة بن مرّة أسود⁣(⁣١١) العرب وأشدّهم، وله يقول الشاعر:


(١) الكسر، بالفتح: أخس القليل. قال ذو الرمة:

إذا مرئي باع بالكسر بنته ... فما ربحت كف امريء يستفيدها

(٢) يقال: أعتبه، إذا أرضاه. ما عدا ط، ها، مب: «الرضا متعتبا».

(٣) أقران، سبق تفسيرها ص ١٠٠. وفيما عدا ط، ها، مب: «أفراق» محرّف. والحسرى: المعيبة. واللغب: جمع لاغب، وهو المتعب.

(٤) الأجراع: جمع جرع بالتحريك، وهو الرملة السهلة المستوية. وبيشة: موضع. المتحلب: المتصبب.

(٥) الصفن، بالضم، مثل الدلو أو الركوة يتوضأ فيه. وهي فيما عدا ط، ها «ضغنا» محرّفة. وفي ط، مب: «صفنته». والصفنة، بالفتح: كالعيبة يكون فيها متاع الرجل وأداته. وفي ها «صفينة» بالتصغير.

(٦) ما عدا ط: «بن الأمرار».

(٧) وأل: نجا وخلص.

(٨) تقتر: تهيأ للقتال. وتقتر أيضا: تنحى.

(٩) المعبلة، بكسر الميم: نصل طويل عريض.

(١٠) هذا ما في ط، ها، مب وفي ح: «بخل من سليم» هذه محرّفة، وفي سائر النسخ: «بكل من سليم».

(١١) أسود، من السيادة.