كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية

صفحة 71 - الجزء 15

  - قال الأثرم: مثنى وثناء لا ينونان. قال ابن عنمة الضّبيّ:

  يباعون بالنّغران مثنى وموحدا⁣(⁣١)

  لا ينوّنان لأنّهما مما صرف عن جهته، والوجه أن يقول: اثنين اثنين. وكذلك ثلاث ورباع. قال صخر [الغيّ]⁣(⁣٢):

  منت لك أن تلاقيني المنايا ... أحاد أحاد في الشهر الحلال⁣(⁣٣)

  / قال: ولا تجاوز العرب الرّباع، غير أنّ الكميت قال:

  فلم يستريثوك حتّى رمي ... - ت فوق الرجال خصالا عشارا -⁣(⁣٤)

  / ولقد دفعت إلى دريد بطعنة ... نجلاء تزغل مثل عطَّ المنحر⁣(⁣٥)

  تزغل: تخرج الدم قطعا قطعا. قال: والزّغلة: الدّفعة الواحدة من الدم والبول. قال:

  فأزغلت في الحلق إزغالة⁣(⁣٦)

  شعر صخر فيمن قتل من بني مرة:

  وقال صخر أيضا فيمن قتل من بني مرّة:

  قتلت الخالدين به وبشرا ... وعمرا يوم حوزة وابن بشر

  ومن شمخ قتلت رجال صدق ... ومن بدر فقد أوفيت نذري⁣(⁣٧)

  ومرّة قد صبحناها المنايا ... فروّينا الأسنّة، غير فخر

  ومن أفناء ثعلبة بن سعد ... قتلت وما أبيئهم بوتر⁣(⁣٨)


(١) ح: «بالبعران» جمع بعير. وفي ط، مب: «بالنغران» وفي ح أيضا: «وواحدا».

(٢) التكملة من ها والصواب أنه لعمرو ذي الكلب الكاهلي، وكان جارا لهذيل. والبيت التالي من قصيدة له في «ديوان الهذليين» ٣:

١١٣ مطلعها:

ألا قالت غزية إذ رأتني ... ألم تقتل بأرض بني هلال

(٣) صواب الرواية من ط، مب مطابق لما في «ديوان الهذليين» و «اللسان» (منى). وفي سائر النسخ: «الحرام». منت لك المنايا، أي قدرت لك الأقدار والأحداث.

(٤) لم يستريثوك: لم يجدوك رائثا، أي بطيئا، من الريث، وهو البطء. رميت: أي زدت؛ يقال: رمى على الخمسين وأرمى، أي زاد.

خصالا، هذا هو صواب الرواية، كما في «اللسان» (عشر) و «الخزانة» (١: ٨١). وفي ط، ها، مب: «جمالا»، وسائر النسخ:

«خمالا».

(٥) العط: الشق. والمنحر: موضع النحر من الدابة. ما عدا ط، ح، ها، مب: «مثل غط المنخر» تحريف.

(٦) هذا ما في ط، ها، مب. وفي سائر النسخ: «إزغالها» محرّف. في «اللسان» و «مقاييس اللغة» «زغل»: «في حلقه زغلة». والبيت لابن أحمر، وعجزه:

لم تخطئ الجيد ولم تشفتر

(٧) شمخ وبدر: قبيلتان. ما عدا ط، ها، مب: «سمح» محرّف.

(٨) أفناء القبائل: أخلاطها. ويقال: أبأت فلانا بفلان: قتلته به.