نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
  - قال الأثرم: مثنى وثناء لا ينونان. قال ابن عنمة الضّبيّ:
  يباعون بالنّغران مثنى وموحدا(١)
  لا ينوّنان لأنّهما مما صرف عن جهته، والوجه أن يقول: اثنين اثنين. وكذلك ثلاث ورباع. قال صخر [الغيّ](٢):
  منت لك أن تلاقيني المنايا ... أحاد أحاد في الشهر الحلال(٣)
  / قال: ولا تجاوز العرب الرّباع، غير أنّ الكميت قال:
  فلم يستريثوك حتّى رمي ... - ت فوق الرجال خصالا عشارا -(٤)
  / ولقد دفعت إلى دريد بطعنة ... نجلاء تزغل مثل عطَّ المنحر(٥)
  تزغل: تخرج الدم قطعا قطعا. قال: والزّغلة: الدّفعة الواحدة من الدم والبول. قال:
  فأزغلت في الحلق إزغالة(٦)
  شعر صخر فيمن قتل من بني مرة:
  وقال صخر أيضا فيمن قتل من بني مرّة:
  قتلت الخالدين به وبشرا ... وعمرا يوم حوزة وابن بشر
  ومن شمخ قتلت رجال صدق ... ومن بدر فقد أوفيت نذري(٧)
  ومرّة قد صبحناها المنايا ... فروّينا الأسنّة، غير فخر
  ومن أفناء ثعلبة بن سعد ... قتلت وما أبيئهم بوتر(٨)
(١) ح: «بالبعران» جمع بعير. وفي ط، مب: «بالنغران» وفي ح أيضا: «وواحدا».
(٢) التكملة من ها والصواب أنه لعمرو ذي الكلب الكاهلي، وكان جارا لهذيل. والبيت التالي من قصيدة له في «ديوان الهذليين» ٣:
١١٣ مطلعها:
ألا قالت غزية إذ رأتني ... ألم تقتل بأرض بني هلال
(٣) صواب الرواية من ط، مب مطابق لما في «ديوان الهذليين» و «اللسان» (منى). وفي سائر النسخ: «الحرام». منت لك المنايا، أي قدرت لك الأقدار والأحداث.
(٤) لم يستريثوك: لم يجدوك رائثا، أي بطيئا، من الريث، وهو البطء. رميت: أي زدت؛ يقال: رمى على الخمسين وأرمى، أي زاد.
خصالا، هذا هو صواب الرواية، كما في «اللسان» (عشر) و «الخزانة» (١: ٨١). وفي ط، ها، مب: «جمالا»، وسائر النسخ:
«خمالا».
(٥) العط: الشق. والمنحر: موضع النحر من الدابة. ما عدا ط، ح، ها، مب: «مثل غط المنخر» تحريف.
(٦) هذا ما في ط، ها، مب. وفي سائر النسخ: «إزغالها» محرّف. في «اللسان» و «مقاييس اللغة» «زغل»: «في حلقه زغلة». والبيت لابن أحمر، وعجزه:
لم تخطئ الجيد ولم تشفتر
(٧) شمخ وبدر: قبيلتان. ما عدا ط، ها، مب: «سمح» محرّف.
(٨) أفناء القبائل: أخلاطها. ويقال: أبأت فلانا بفلان: قتلته به.