أخبار حبابة
٨ - أخبار حبابة
  صفة حبابة:
  كانت حبابة مولَّدة من موالدات المدينة، لرجل من أهلها يعرف بابن رمانة، وقيل ابن مينا. وهو خرّجها وأدّبها. وقيل: كانت لآل لاحق المكيّين. وكانت حلوة جميلة الوجه ظريفة حسنة الغناء، طيّبة الصوت، ضاربة بالعود. وأخذت الغناء عن ابن سريج، وابن محرز، ومالك، ومعبد، وعن جميلة وعزّة الميلاء. وكانت تسمّى العالية(١)، فسمّاها يزيد / لما اشتراها حبابة. وقيل: إنّها كانت لرجل يعرف بابن مينا.
  شراء يزيد لحبابة:
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال:
  حدّثني حاتم بن قبيصة قال:
  وكانت حبابة لرجل يدعى ابن مينا، فأدخلت على يزيد بن عبد الملك في إزار له ذنبان، وبيدها دف ترمي به وتتلقّاه، وتتغنّى:
  ما أحسن الجيد من مليكة واللبّات إذ زانها ترائبها يا ليتني ليلة إذا هجع النّاس ونام الكلاب صاحبها
  في ليلة لا يرى بها أحد ... يسعى علينا إلَّا كواكبها(٢)
  ثم خرج بها مولاها إلى إفريقية، فلما كان بعد ما ولى يزيد اشتراها.
  فرح يزيد بشراء سلامة وحبابة:
  وروى حمّاد عن أبيه عن المدائني عن جرير المديني، ورواه الزبير بن بكَّار عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه قال:
  / قال لي يزيد بن عبد الملك: ما تقرّ عيني بما أوتيت من الخلافة حتّى أشتري سلَّامة جارية مصعب بن سهيل الزهري، وحبابة جارية لاحق المكيّة. فأرسل فاشتريتا له، فلما اجتمعتا عنده قال: أنا الآن كما قال القائل(٣):
  فألقت عصاها واستقرّت بها النوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر
(١) ح فقط: «الغالية» بالغين المعجمة.
(٢) يسعى هنا من السعاية، وهي الوشاية.
(٣) هو معقر بن حمّار البارقي يصف امرأة كانت لا تستقر على زوج، كلما تزوّجت رجلا فارقته واستبدلت آخر به، ثم تزوجها رجل فرضيت به. ونسب البيت التالي أيضا إلى عبد ربه السلمي، وإلى سليم بن ثمامة الحنفي. انظر «اللسان» (عصا).