كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر تهاجي عبد الرحمن بن حسان وعبد الرحمن بن الحكم

صفحة 84 - الجزء 15

  فاللؤم بين أنوف تغلب بيّن ... كالرّقم فوق ذراع كلّ حمار

  قال: فخافه الأخطل أن يهجوه، فقال فيه:

  عذرت بني الفريعة أن هجوني ... فما بالي وبال بني بشير⁣(⁣١)

  أفيحج من بني النجّار شئن ... شديد القصريين من السّحور

  ولم يرد على هذين البيتين شيئا في ذكره.

  قال أبو عبيدة في خبره أيضا: إن الأنصار لمّا استعدوا عليه معاوية قال لهم: لكم لسانه إلَّا أن يكون ابني يزيد قد أجاره. ودسّ إلى يزيد من وقته: إني قد قلت للقوم كيت وكيت فأجره. فأجاره، فقال يزيد بن معاوية في إجارته إياه:

  دعا الأخطل الملهوف بالشّرّ دعوة ... فأيّ مجيب كنت لمّا دعانيا

  ففرّج عنه مشهد القوم مشهدي ... وألسنة الواشين عنه لسانيا

  صوت

  كان لي يا شقير⁣(⁣٢) حبّك حينا ... كاد يقضي عليّ لمّا التقينا

  يعلم اللَّه أنكم لو نأيتم ... أو قربتم أحبّ شيء إلينا

  الشعر لعمر بن أبي ربيعة، والغناء لحبابة جارية يزيد بن عبد الملك، ولحنها ثاني ثقيل بالوسطى، وجعلت مكان «يا شقير»⁣(⁣٢): «يا يزيد». وفي هذا الشعر للهذلي خفيف ثقيل أول مطلق بالوسطى. وزعم عمرو بن بانة أنه للأبجر. وقال الهشامي: لحن الأبجر ثقيل أول بالبنصر. وفيه للدارمي وابن فروخ⁣(⁣٣) خفيف ثقيل، ولحن الدارمي فيهما مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق.


(١) أفيحج: تصغير أفحج، وهو الذي تتدانى صدور قدميه وتتباعد عقباه وتنفحج ساقاه. ط، مب: «أصحح» ح: «أفجح» وفي سائر النسخ ما عداها «أفحج»، صوابه من «الديوان» ٣١٣. والشئن: الغليظ. ط فقط: «سير» وبدلها في «الديوان»: «يضحي».

والقصريان: ضلعان تليان الترفوتين. ما عدا ط، ح، ها، مب و «الديوان»: «شديد العصرتين» محرّف. والسحور: طعام السحر.

ط فقط: «من السيور». وبعدهما في «الديوان» بيتان آخران، وهما:

وقد جاريت قد علمت معد ... بلا واني اليدين ولا قصير

بذي شق على اللضبرات حتى ... يلين على التحفف والشخير

الضبرات: الوثبات، جمع ضبرة. والتخفف، بفاءين: دوى جرى الفرس.

(٢) ما عدا ط، ها، مب: «يا سقير» بالسين المهملة.

(٣) ط، مب: «ابن فروج».