كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

رجع الخبر إلى سياقة خبر عمرو

صفحة 154 - الجزء 15

  وغنته أيضا بغناء ابن سريج:

  يا طول ليلي وبتّ لم أنم ... وسادي الهمّ مبطن سقمي

  فأعجبته واستام مولاها، فاشتطَّ عليه فأبى شراءها، وأعجبت الجارية بالفتى، فلما امتنع مولاها من البيع إلَّا بشطط قال القرشي: فلا حاجة لنا في جاريتك. فلما قامت الجارية للانصراف رفعت صوتها تغنّي وتقول:

  إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع

  / قال: فقال الفتى القرشي: أفأنا لا أستطيع شراءك، واللَّه لأشترينّك بما بلغت.

  قالت الجارية: فذاك أردت. قال القرشيّ: إذا لأجبتك. وابتاعها من ساعته. واللَّه أعلم.

  نسبة ما في هذا الخبر من الغناء

  صوت

  باللَّه يا ظبي بني الحارث ... هل من وفى بالعهد كالناكث

  لا تخدعنّي بالمنى باطلا ... وأنت بي تلعب كالعابث

  عروضه من السريع، الشعر لعمر بن أبي ربيعة، والغناء لابن سريج، رمل بالبنصر، وفيه لسياط خفيف ثقيل أوّل بالوسطى، وفيه لإبراهيم الموصليّ لحن من رواية بدل. ومنها:

  صوت

  يا طول ليلى وبتّ لم أنم ... وسادي الهمّ مبطن سقمي

  إذ قمت ليلا على البلاط فأب ... صرت ربيبا فليت لم أقم⁣(⁣١)

  فقلت عوجي تخبّري خبرا ... وأنت منه كصاحب الحلم

  قالت بل اخشى العيون إذ حضرت ... حولى وقلي مباشر الألم

  [عروضه من المنسرح⁣(⁣٢). والشعر⁣(⁣٣) و] الغناء لابن سريج، رمل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق.

  مناظرة محمد بن العباس الصولي وعلي بن الهيثم في حضرة المأمون

  وذكر محمد بن الفضل الهاشمي قال حدّثنا أبي قال:

  كان المأمون قد أطلق لأصحابه الكلام والمناظرة في مجلسه، فناظر بين يديه محمّد بن العباس الصوليّ عليّ بن الهيثم جونقا⁣(⁣٤) في الإمامة، فتقلَّدها أحدهما ودفعها الآخر، فلجّت المناظرة بينهما إلى أن نبّط محمد


(١) الربيب: المربي، عنى ظبيا ربيبا شبه به صاحبته. مط، مب: «فأبصرت زينبا». وفي سائر النسخ ما عدا ط: «رشاقا» وصواب هذه «رشا فيا ليت لم أقم».

(٢) في الأصل، وهو هنا ط، مط، مب: «من الخفيف».

(٣) التكملة من ط، مط، مب.

(٤) ما عدا ط، ها، مط، مب: «حولنا» وصوابه وضبطه من هذه النسخ، كما هو في مواضع أخرى من «الأغاني».