كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

رجع الخبر إلى سياقة خبر عمرو

صفحة 161 - الجزء 15

  كتاب عمر إلى سلمان بن ربيعة في شأن عمرو

  قال: وحدّثني أبو حفص السلمي قال: كتب عمر إلى سلمان بن ربيعة الباهلي⁣(⁣١):

  إنّ في جندك عمرو بن معد يكرب، وطلحة بن خويلد الأسديّ، فإذا حضر الناس فأدنهما وشاورهما وابعثهما في الطَّلائع، وإذا وضعت الحرب أوزارها فضعهما حيث وضعا أنفسهما. يعني بذلك ارتدادهما، وكان عمرو ارتدّ وطليحة تنبأ.

  بين سلمان بن ربيعة وعمرو

  قال: وحدّثنا أبو حفص السلمي قال: عرض سلمان⁣(⁣١) بن ربيعة جنده بأرمينية، فجعل لا يقبل إلَّا عتيقا، فمر به عمرو بن معد يكرب بفرس غليظ، فقال سلمان: هذا هجين. فقال عمرو: والهجين يعرف الهجين! فبلغ عمر رضي اللَّه تعالى عنه قوله فكتب إليه: «أمّا بعد فإنك القائل لأميرك ما قلت، وإنّه بلغني أنّ عندك سيفا تسمّيه الصمصامة، وعندي سيف أسميه مصمّما⁣(⁣٢)، وأقسم لئن وضعته بين أذنيك لا أقلع حتّى يبلغ قحفك⁣(⁣٣)». وكتب إلى سلمان يلومه في حلمه عنه.

  تقدير عمر بن الخطاب له

  قال: وزعموا أنّ عمرا شهد فتح اليرموك، وفتح القادسية، وفتح نهاوند مع النّعمان بن مقرّن المزني، وكتب عمر إلى النعمان: إنّ في جندك رجلين: عمرو بن معد يكرب، وطليحة بن خويلد الأسدي من بني قعين، فأحضرهما الحرب وشاورهما في الأمر، ولا تولَّهما عملا. والسلام.

  صوت

  خليليّ هبّا طالما قد رقدتما ... أجدّكما لا تقضيان كراكما

  سأبكيكما طول الحياة وما الذي ... يردّ على ذي لوعة إن بكاكما⁣(⁣٤)

  ويروي: «ذي عولة».

  الشعر لقس بن ساعدة الإيادي، فيما أخبرنا به محمد بن العباسّ اليزيديّ في خبر أنا ذاكره هاهنا.

  وذكر يعقوب بن السكَّيت أنّه لعيسى بن قدامة الأسدي⁣(⁣٥).

  وذكر العتبي أنّه لرجل من بني عامر بن صعصعة، يقال له الحسن بن الحارث. والغناء لهاشم بن سليمان، ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو.


(١) سلمان بن ربيعة بن يزيد الباهلي، وهو سلمان الخيل، يقال إن له صحبة، شهد فتوح الشام ثم سكن العراق وولاه عمر قضاء الكوفة، وهو أول قاض استقضى بها، ثم ولي غزو أرمينية في زمن عثمان، فقتل ببلنجر سنة ٢٥. «تهذيب التهذيب». وفيما عدا ط، ها، مط، مب: «سليمان» في كل موضع من هذا الخبر وتاليه، والصواب ما أثبت من ط.

(٢) س: «اسمه مصمم».

(٣) القحف، بالكسر: العظم فوق الدماغ.

(٤) ما عدا ط، ها، مط، مب: «على ذي عولة». وبعده: «ويروى: ذي لوعة».

(٥) الكلام بعده ساقط من ط إلى «قال: بينا أنا» في ص ٢٤٧.