ذكر آدم بن عبد العزيز وأخباره
  الأحوص ازدراه واقتحمته عينه، وكان قبيحا دميما(١)، فقالت له زوجته: قم إلى سلفك(٢) وسلَّم عليه. فقال وأشار إلى أخت زوجته بإصبعه:
  سلام اللَّه يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام
  وذكر الأبيات وأشار إلى مطر بإصبعه، فوثب إليه مطر وبنوه، وكاد الأمر يتفاقم حتى حجز بينهم.
  قال الزبير: قال محمد بن ثابت: أبو عبد اللَّه(٣) بن سعد الذي حدّث بهذا الحديث، أمه بنت الأحوص، وأمها التميميّة أخت زوجة مطر.
  وأخبرنا الحسين بن يحيى قال: حدّثنا حماد عن أبيه، أنّ امرأة الأحوص التي تزوّجها، إحدى بني سعد بن زيد مناه بن تميم. وذكر باقي القصيدة، وهو قوله:
  كأنك من تذكَّر أمّ عمرو ... وحبل وصالها خلق رمام
  صريع مدامة غلبت عليه ... تموت لها المفاصل والعظام
  وأنّى من بلادك أمّ عمرو ... سقى دارا تحلّ بها الغمام
  تحلّ النّعف من أحد وأدنى ... مساكنها الشّبيكة أو سنام(٤)
  فلو لم ينكحوا إلا كفيّا ... لكان كفيّها الملك الهمام
  أشعب وأبان بن سليمان
  أخبرني الحسين قال: قال حماد: قرأت على أبي: حدّثنا ابن كناسة قال:
  مرّ بنا أشعب ونحن جماعة في المجلس، فأتى جار لنا صاحب جوار يقال له أبان بن سليمان، وعليه رداء خلق، قد بدا منه ظهره وبه آثار، فسلَّم علينا فرددنا #، فلما مضى قال بعض القوم: مدنيّ / مجلود! فأراه سمعها أو سمعها رجل يمشي معه فأخبره، فلما انصرف وانتهى إلى المجلس قال:
  سلام اللَّه يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام
  فقلت للقوم: أنتم واللَّه مطر.
  ومثل ما جرى في هذا الخبر من قوله في المرأة، خبر له آخر شبيه به مع ابن حزم.
  الأحوص يدس أبياتا لمعمر بن عبد اللَّه يلومه فيها على تزويجه لأخته
  أخبرني الحرمي قال حدّثنا الزبير قال: حدّثنا محمد بن فضالة، عن جميع بن يعقوب قال:
(١) في «الخزانة»: «شيخا دميما».
(٢) السلف بالكسر، وبفتح فكسر أيضا: هو للرجل زوج أخت امرأته.
(٣) في الأصول: «قال محمد بن ثابت بن عبد اللَّه بن سعد». والوجه ما أثبت.
(٤) في الأصول: «تحل النهد»، صوابه من «أمالي الزجاجي». والنعف هذا هو نعف سويقة قرب المدينة، وفيه يقول الأحوص:
وما تركت أيام نعف سويقة ... لقلبك من سلماك صبرا ولا عزما
والشبيكة: موضع بين مكة والزاهر. وفي الأصول: «السكينة» صوابه في «أمالي الزجاجي». وسنام: جبل بالحجاز بين ماوان والربذة.