كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحزين ونسبه

صفحة 226 - الجزء 15

  هجاؤه لبني أسد ما عدا بني مصعب

  لقي شبّان من ولد الزّبير الخزين، فتناولوه بألسنتهم، وهمّوا بضربه، فحال بينهم وبينه ابن لمصعب بن الزبير⁣(⁣١)، فقال الحزين يهجوهم ويهجو جماعة من بني أسد بن عبد العزّى، سوى بني مصعب الذين منعوهم منه، قال:

  لحا اللَّه حيّا من قريش تحالفوا ... على البخل بالمعروف والجود بالنّكر

  فصاروا لخلق اللَّه في اللؤم غاية ... بهم تضرب الأمثال في النثر والشعر

  فيا عمرو لو أشبهت عمرا ومصعبا ... حمدت ولكن أنت منقبض البشر

  بني أسد، سادت قريش بجودها ... معدّا وسادتكم معدّيد الدّهر⁣(⁣٢)

  تجود قريش بالنّدى ورضيتم ... بني أسد باللَّؤم والذّلّ والغدر

  أعمرو بن عمرو، لست ممن تعدّه ... قريش إذا ما كاثروا الناس بالفخر⁣(⁣٣)

  أبت لك يا عمرو بن عمرو دناءة ... وخلق لئيم أن تريش وأن تبري

  هجاؤه لعاصم بن عمرو حين لم يقره

  أخبرني الحرمي قال: حدّثنا الزبير قال: حدّثني محمد بن الضحاك الحزامي قال: حدّثني أبي قال:

  كان الحزين سفيها نذلا يمدح بالنّزر إذا أعطيه، ويهجو على مثله إذا منع، فنزل بعاصم بن عمرو بن عثمان فلم يقره، فقال يهجوه بقوله:

  /

  سيروا فقد جنّ الظَّلام عليكم ... فباست الذي يرجو القرى عند عاصم⁣(⁣٤)

  ظللنا عليه وهو كالتّيس طاعما ... نشدّ على أكبادنا بالعمائم⁣(⁣٥)

  ومالي من ذنب إليه علمته ... سوى أنّني قد جئته غير صائم

  فقيل له: إنّ عاصما كثيرا ما تسمّي به قريش. فقال: أما واللَّه لأبيّننّه لهم فقال:

  إليك ابن عثمان بن عفان عاصم ب ... - ن عمرو وسرت عنسي فخاب سراها⁣(⁣٦)

  فقد صادفت كزّ اليدين مبخّلا ... جبانا إذا ما الحرب شبّ لظاها

  بخيلا بما في رحله غير أنه ... إذا ما خلت عرس الخليل أتاها


(١) ما عدا ف: «بينهم وبينه مصعب بن الزبير»، تحريف.

(٢) يد الدهر، أي طول الدهر. ب، س: «مدى الدهر»؛ ف: «وسادتكم عليا معد».

(٣) ما عدا ف: «هاتروا الناس». والمعروف في المهاترة أنها المسابة بالباطل من القول.

(٤) يقال للقوم إذا استذلوا واستخف بهم: باست بني فلان، وهو شتم لهم. قال الحطيئة:

فباست بني عبس وأستاه طيئ ... وباست بني دودان حاشا بني نصر

ح: «فاست» وفي معظم النسخ: «فأنت»، والصواب ما أثبت من ف مطابقا لما في «البيان» (٣: ١٠٥) و «البخلاء» ١٨٥ ساسي.

وقد نسب في البخلاء إلى مصعب بن عمر الليثي.

(٥) في «البيان» و «البخلاء»: «دفعنا إليه وهو كالذيخ خاظيا». ما عدا ح، ف: «فشد»، تحريف. وكانوا يشدون على أوساطهم بالعمائم عند المجهدة.

(٦) في معظم النسخ: «عيسى»، العيس: الإبل البيض يخالط بياضها شقرة. والأوفق «عنسي» كما أثبت من ف. والعنس: الناقة الصلبة.