أخبار الحزين ونسبه
  شرّ ابن عمرو حاضر لصديقه ... وخير ابن عمرو بالثريّا معلَّق
  ووجه ابن عمرو باسر إن طلبته ... نوالا إذا جاد الكريم الموفّق(١)
  / فبئس الفتى عمرو بن عمرو إذا غدت ... كتائب هيجاء المنيّة تبرق(٢)
  فلا زال عمرو للبلايا دريّة ... تباكره حتّى يموت وتطرق(٣)
  يهزّ هرير الكلب عمرو إذا رأى ... طعاما فما ينفكّ يبكي ويشهق
  قال: فزجره محمد عنه، وقال له: أفّ لك، قد أكثرت الهجاء، وأبلغت في الشّتيمة.
  أبيات أخرى في هجائه لعمرو بن عمرو
  قال العمري: وحدّثني عطاء بن مصعب عن عبد اللَّه بن الليث الليثي، قال: قال الحزين الدّيلي يهجو عمرو بن عمرو بن الزبير:
  لعمرك ما عمرو بن عمرو بماجد ... ولكنّه كزّ اليدين بخيل
  ينام عن التقوى ويوقظه الخنا ... فيخبط أثناء الظلام يجول(٤)
  فلا خير في عمرو لجار ولاله ... ذمام ولكن للئام وصول(٥)
  مواعيد عمرو ترّهات ووجهه ... على كلّ ما قد قلت فيه دليل
  جبان وفحّاش لئيم مذمّم ... وأكذب خلق اللَّه حين يقول
  كلام ابن عمرو صوفة وسط بلقع ... وكفّ ابن عمرو في الرّخاء تطول(٦)
  [وإن حزبته الحازبات تشنّجت ... يداه ورمح في الهياج كليل](٧)
  تعليق عروة بن أذينة على هذا الهجاء
  فبلغ شعره عمرا فقال: ما له لعنه اللَّه ولعن من ولده، لقد هجاني بنيّة صادقة ولسان صنع ذلق، وما عداني إلى غيري. قال: فلقي الحزين عروة بن أذينة الليثي فأنشده هذه الأبيات فقال له: ويحك، بعضها كان يكفيك، فقد بنيتها ولم تقم / أودها، وداخلتها وجعلت معانيها في أكَّمتها. قال الحزين: ذلك واللَّه أرغب للناس فيها. فقال له عروة: خير الناس من حلم عن / الجهّال، وما أراه إلا قد حلم عنك. فقال الحزين: حلم واللَّه عنّي شاء أو أبى، برغمه وصغره(٨).
(١) بسر بسورا: كلح.
(٢) في جميع الأصول ما عدا ف: «فنفس الفتى»، تحريف.
(٣) الدرية: مسهل الدريئة، وهي الحلقة يتعلم الطعن والرمي عليها. تطرق: تجيئه ليلا.
(٤) هذا ما ف. وفي سائر النسخ: «فسول» ولعلها «نسول» من النسلان، وهو الإسراع في المشي.
(٥) ما عدا ف: «فلا بشر من عمرو» تحريف.
(٦) ب، س: «الرخال»، وهي جمع رخل، وهي الأنثى من ولد الضأن.
(٧) التكملة من ف.
(٨) الصغر، بالتحريك: الذل والمهانة.