كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب محمد بن حمزة بن نصير الوصيف وأخباره

صفحة 240 - الجزء 15

  فسلَّم على مخارق وسأله به، فأقبل عليه مخارق ثم قال له: يا أبا جعفر، إنّ جواريك اللواتي في ملكي قد تركن الدّرس من مدّة، فأحبّ أن تدخل إليهن وتأخذ عليهنّ وتصلح من غنائهن. ثم صاح بالخدم فسعوا بين يديه إلى حجرة الجواري، ففعل ما سأله مخارق، ثم خرج، فأعلمه أنه قد أتى ما أحبّه، والتفت إلى المغنّين فقال: قد رأيت غمزكم، فهل فيكم أحد رضي أبو المهنّا أعزّه اللَّه حذقه وأدبه وأمانته، ورضيه لحواريه غيري؟ ثم ولَّى فكأنما ألقمهم حجرا، فما أجابه أحد.

  صوت

  عفت الدّيار محلَّها فمقامها ... بمنى تأبّد غولها فرجامها

  فمدافع الرّيّان عرّي رسمها ... خلقا كما ضمن الوحيّ سلامها

  فاقنع بما قسم الإله فإنّما ... قسم الخلائق بيننا علَّامها⁣(⁣١)

  عروضه من الكامل. عفت: درست. ومنّى: موضع في بلاد بني عامر، وليس منى مكَّة. تأبّد: توحّش.

  والغول والرّجام: جبلان بالحمى. والرّيان: واد. مدافعه: مجاري الماء فيه. وعرّي رسمها، أي ترك⁣(⁣٢) وارتحل عنه. يقول: عرّي من أهله. وسلامها: صخورها، واحدتها سلمة.

  الشعر للبيد بن ربيعة العامريّ، والغناء لابن سريج، رمل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق، وفيه لابن محرز خفيف رمل أوّل بالوسطى عن حبش، وذكر الهشاميّ⁣(⁣٣) إنّ فيه رملا آخر للهذلي في الثالث والأول.


(١) ما عدا مب، ها، ف: «فارض بما».

(٢) ب، س: «نزل» وسائر النسخ «ترك»، والصواب ما أثبت من مب، ها، ف.

(٣) ما عدا مب: «الهاشمي».