أخبار شارية
  /
  يا ليتني كنت حماما له ... أو باشقا يفعل بي ما يشا
  لو لبس القوهيّ(١) من رقة ... أوجعه القوهيّ أو خدّشا
  وهو هزج(٢)، فطرب المتوكل، وقال لشارية: لمن هذا الغناء؟ فقالت: أخذته من دار المأمون، ولا أدري لمن هو.
  فقلت له أنا: أعلم لمن هو. فقال: لمن هو يا ملح؟ فقلت: أقوله لك سرا. قال: أنا في دار النساء، وليس يحضرني إلا حرمي، فقوليه. فقلت: الشعر والغناء جميعا لخديجة بنت المأمون، قالته في خادم لأبيها كانت تهواه، وغنت فيه هذا اللحن. فأطرق طويلا، ثم قال: لا يسمع هذا منك أحد.
  صوت
  أحبك يا سلمى على غير ريبة ... وما خير حب لا تعف سرائره
  أحبك حبا لا أعنّف بعده ... محبا، ولكني إذا ليم عاذره
  وقد مات حبّي(٣) أوّل الحب فانقضى ... ولومت أضحى الحب قد مات آخره
  ولما تناهى الحب في القلب واردا ... أقام وسدّت فيه عنه مصادره
  الشعر للحسين بن مطير الأسدي، والغناء لإسحاق: هزج بالبنصر.
(١) القوهي: ضرب من الثياب البيض، منسوب إلى قوهستان.
(٢) يريد أن لحنه من الهزج. أما الشعر فمن السريع.
(٣) أ، م: قلبي.