كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار النعمان بن بشير ونسبه

صفحة 290 - الجزء 16

  فإنك قد حمّلت منا أمانة ... بما عجزت عنه الصّلاخمة البزل⁣(⁣١)

  فلا يك باب الشر تحسن فتحه ... وباب الندى والخيّرات له قفل⁣(⁣٢)

  وقد نلت سلطانا عظيما فلا يكن ... لغيرك جمّات الندى ولك البخل

  وأنت امرؤ حلو اللسان بليغه ... فما باله عند الزيادة لا يحلو

  وقلبك قد كانوا علينا أئمة ... يهمهم تقويمنا وهم عصل⁣(⁣٣)

  إذا نصبوا للقول قالوا فأحسنوا ... ولكنّ حسن القول خالفه الفعل⁣(⁣٤)

  يذمون دنياهم وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدرّ لهم ثعل⁣(⁣٥)

  / فيا معشر الأنصار إني أخوكم ... وإني لمعروف أنى منكم⁣(⁣٦) أهل

  / ومن أجل إيواء النبيّ ونصره ... يحبكم قلبي وغيركم الأصل⁣(⁣٧)

  فقال النعمان بن بشير: لا عليه ألا يتقرّب⁣(⁣٨)، فو اللَّه لا أجيزها ولا أنفذها أبدا.

  يسمع غناء عزة الميلاء

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدّثنا عمر بن شبة، قال: حدّثنا الأصمعيّ⁣(⁣٩)، قال: حدّثني شيخ قديم⁣(⁣١٠) من أهل المدينة. وأخبرني إسماعيل بن يونس الشيعيّ، قال: حدّثنا عمر بن شبة⁣(⁣٩) قال: حدّثنا أبو غسان، عن أبي السائب المخزوميّ. وأخبرني الحسين بن يحيى المرداسيّ عن حماد بن إسحاق عن أبيه، قال: ذكر لي عن جعفر بن محرز الدوسيّ⁣(⁣١١) قال:


(١) الصلاخمة: جمع صلخم كجعفر: يريد الجمال الصلبة الشديدة. والبزل: جمع بازل، وهو الجمل الذي انشق نابه، وذلك في العام التاسع من عمره.

(٢) كذا روى البيت في ف وفي مب:

فلا تك باب الشر تحسن فتحه ... لدينا، وباب الخير أنت له قفل

وفي بقية الأصول المخطوطة:

وإن يك باب الشعر تحسن فتحه ... فلا يك باب الخير ليس له قفل

وفي س: «باب الشر». وفي «رغبة الآمل» للمرصفي (١: ١٨٦): «باب الخير منك».

(٣) أ، م: كرام بهم تقويمنا. والعصل: جمع أعصل: وهو المعوج فيه صلابة وشدّة.

(٤) نصبوا للقول: تهيئوا له. وأصل النصب: أن يقوم المرء رافعا رأسه. وفي الأصول «أنصتوا للقول».

(٥) كذا في ف، مب. وفي بقية الأصول: «يذمون دنيانا ... يدرلها». وأفاويق: جمع أفواق، وهو جمع فيقة، بكسر الفاء، اسم اللبن يجتمع في الضرع بين الحلبتين، يريد أنهم يرضعونها، ثم يتركونها. مقدار ما يجتمع اللبن، فيرضعونها ثانية وهكذا. والثعل: خلف زائد صغير في أخلاف الناقة وضرع الشاة، لا يدرّ من اللبن شيئا، وإنما ذكره للمبالغة في الارتضاع.

(٦) أنى: حان. وفي مب: أبى، وفي بقية الأصول: أتى، بالتاء.

(٧) «وغيركم الأصل»: يريد إني أحبكم وإن كان غيركم أهل.

(٨) يتقرّب: وهي رواية ف، مب ج. وفي بقية الأصول: يقترب. يريد لا بأس عليه في ألا يكون قريبا من الأنصار.

(٩) هذه العبارة عن ف، مب، و «الأغاني» ٩: ١٣.

(١٠) في «الأغاني» (٩: ١٣): قدم من المدينة.

(١١) «الأغاني» (٩: ١٣): السدوس.