كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن علي ونسبه

صفحة 372 - الجزء 16

  لغلام لها: سر أنت حتى تسمع منه، فرجع إليها فقال: سمعته يقول:

  الماء والنوم وأم عمرو

  فقالت: قبحه اللَّه! أتعبني منذ الليلة.

  حج أشعب مع سكينة

  قال: وحدّثني المدائني أن أشعب حج مع سكينة، فأمرت له بجمل قويّ يحمل أثقاله، فأعطاه القيّم جملا ضعيفا، فلما جاء إلى سكينة قالت له: أعطوك ما أردت؟ قال: عرسه الطلاق، لو أنه حمل قتبا على الجمل لما حمله، فكيف يحمل محملا⁣(⁣١).

  كانت ترمي الجمار فرمت خاتمها بدل حصاة سقطت منها

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عمر بن شبة، عن نعيم بن سالم بن عليّ الأنصاريّ، عن سفيان بن حرب، قال:

  رأيت سكينة بنت الحسين # ترمي الجمار، فسقطت من يدها الحصاة السابعة، فرمت بخاتمها مكانها.

  استبدلت بمالها في الزوراء قصرا بلزق الجماء أعجبها حسنه

  وقال هارون بن الزيات: حدّثني أبو حذافة السهميّ قال: أخبرني غير واحد، منهم محمد بن طلحة:

  / أن سكينة ناقلت بمالها بالزوراء، إلى قصر يقال له البريديّ⁣(⁣٢) بلزق الجماء، فلما سال العقيق، خرجت ومعها جواريها تمشي، حتى جاءت السيل، فجلست على جرفه، ومالت برجليها في السيل، ثم قالت: هذا في است المغبون⁣(⁣٣). واللَّه لهذه الساعة من هذا القصر خير من الزوراء. قال⁣(⁣٤): وكان البريديّ قصرا لا غلة له، وإنما يتنزه فيه، وكانت غلة الزوراء غلة وافرة عظيمة⁣(⁣٤).

  خرجت بها سلعة فأجريت لها جراحة

  وقال / هارون: وحدّثني علي بن محمد النوفليّ عن أبيه، وعمه وغيرهما من مشايخ الهاشميين والطالبيين:

  أن سكينة بنت الحسين #، خرجت بها سلعة⁣(⁣٥) في أسفل عينها، فكبرت حتى أخذت وجهها وعينها، وعظم شأنها، وكان بدراقس منقطعا إليها في خدمتها، فقالت له: ألا ترى ما قد وقعت فيه؟ فقال: لها أتصبرين على ما يمسّك من الألم حتى أعالجك؟ قالت: نعم. فأضجعها، وشق جلد وجهها حتى ظهرت السّلعة، ثم كشط الجلد عنها أجمع، وسلخ اللحم من تحتها حتى ظهرت عروق السلعة، وكان منها شيء تحت الحدقة،


(١) ف، مب: فقال لها: امرأته الطلاق، لو أنه حمل قتب على الجمل ما حمله، فكيف يحمل حملا. وقوله «عرسه الطلاق» يريد أنها طالق، فعبر بالمصدر بذل الصفة.

(٢) ف، مب: الزينبي.

(٣) ف: الميت واللَّه المغبون. والعبارة غامضة.

(٤ - ٤) العبارة عن ف، مب.

(٥) السلعة: ورم كالخراج يحدث في أي موضع في الجسم، يكون حجمه أولا كالحمصة، ثم يكبر إلى حجم البطيخة.