أخبار الحسين بن علي ونسبه
  لغلام لها: سر أنت حتى تسمع منه، فرجع إليها فقال: سمعته يقول:
  الماء والنوم وأم عمرو
  فقالت: قبحه اللَّه! أتعبني منذ الليلة.
  حج أشعب مع سكينة
  قال: وحدّثني المدائني أن أشعب حج مع سكينة، فأمرت له بجمل قويّ يحمل أثقاله، فأعطاه القيّم جملا ضعيفا، فلما جاء إلى سكينة قالت له: أعطوك ما أردت؟ قال: عرسه الطلاق، لو أنه حمل قتبا على الجمل لما حمله، فكيف يحمل محملا(١).
  كانت ترمي الجمار فرمت خاتمها بدل حصاة سقطت منها
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عمر بن شبة، عن نعيم بن سالم بن عليّ الأنصاريّ، عن سفيان بن حرب، قال:
  رأيت سكينة بنت الحسين # ترمي الجمار، فسقطت من يدها الحصاة السابعة، فرمت بخاتمها مكانها.
  استبدلت بمالها في الزوراء قصرا بلزق الجماء أعجبها حسنه
  وقال هارون بن الزيات: حدّثني أبو حذافة السهميّ قال: أخبرني غير واحد، منهم محمد بن طلحة:
  / أن سكينة ناقلت بمالها بالزوراء، إلى قصر يقال له البريديّ(٢) بلزق الجماء، فلما سال العقيق، خرجت ومعها جواريها تمشي، حتى جاءت السيل، فجلست على جرفه، ومالت برجليها في السيل، ثم قالت: هذا في است المغبون(٣). واللَّه لهذه الساعة من هذا القصر خير من الزوراء. قال(٤): وكان البريديّ قصرا لا غلة له، وإنما يتنزه فيه، وكانت غلة الزوراء غلة وافرة عظيمة(٤).
  خرجت بها سلعة فأجريت لها جراحة
  وقال / هارون: وحدّثني علي بن محمد النوفليّ عن أبيه، وعمه وغيرهما من مشايخ الهاشميين والطالبيين:
  أن سكينة بنت الحسين #، خرجت بها سلعة(٥) في أسفل عينها، فكبرت حتى أخذت وجهها وعينها، وعظم شأنها، وكان بدراقس منقطعا إليها في خدمتها، فقالت له: ألا ترى ما قد وقعت فيه؟ فقال: لها أتصبرين على ما يمسّك من الألم حتى أعالجك؟ قالت: نعم. فأضجعها، وشق جلد وجهها حتى ظهرت السّلعة، ثم كشط الجلد عنها أجمع، وسلخ اللحم من تحتها حتى ظهرت عروق السلعة، وكان منها شيء تحت الحدقة،
(١) ف، مب: فقال لها: امرأته الطلاق، لو أنه حمل قتب على الجمل ما حمله، فكيف يحمل حملا. وقوله «عرسه الطلاق» يريد أنها طالق، فعبر بالمصدر بذل الصفة.
(٢) ف، مب: الزينبي.
(٣) ف: الميت واللَّه المغبون. والعبارة غامضة.
(٤ - ٤) العبارة عن ف، مب.
(٥) السلعة: ورم كالخراج يحدث في أي موضع في الجسم، يكون حجمه أولا كالحمصة، ثم يكبر إلى حجم البطيخة.