أخبار المهاجر بن خالد ونسبه، وأخبار ابنه خالد
  فرجع ابن بقيلة إلى قومه، فأخبرهم بذلك، وقال: ما هؤلاء القوم إلا من الشياطين، وما لكم بهم طاقة، فصالحوهم على ما يريدون. ففعلوا.
  أخبرني بذلك إبراهيم بن السريّ، عن يحيى التميمي، عن أبيه، عن شعيب بن سيف. وأخبرني به الحسن بن عليّ عن الحارث بن محمد عن محمد بن سعد، عن الواقديّ.
  وأمّره أبو بكر على جميع الجيوش التي بعثها إلى الشام لحرب الروم، وفيهم أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، فرضوا به وبإمارته.
  قالوا: وكان رسول اللَّه ﷺ قد حلق رأسه ذات يوم، فأخذ شعره، في قلنسوة له، فكان لا يلقى جيشا وهي عليه إلا هزمه.
  / وروى عن النبيّ ﷺ قد حلق رأسه ذات يوم، فأخذ شعره، فجعله في قلنسوة له، فكان لا يلقى جيشا وهي عليه إلا هزمه.
  / وروى عن النبيّ ﷺ الحديث، وحمل عنه. ورآه النبيّ ﷺ متدلَّيا من هرشى فقال: نعم الرجل خالد بن الوليد.
  أخبرنا بذلك الطوسيّ والحرميّ قالا: حدّثنا الزبير بن بكار قال: حدّثني يعقوب بن محمد عن عبد العزيز بن محمد، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن أبي سعيد(١) المقبريّ، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه ﷺ قال ذلك له.
  ما صنعه النساء عند موت خالد
  قال الزبير: وحدّثني محمد بن سلَّام، عن أبان بن عثمان قال:
  لما مات خالد بن الوليد لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمّتها على قبره، يعني حلقت رأسها، ووضعت شعرها على قبره.
  قال ابن سلَّام: وقال يونس النحوي: إن عمر ¥ قال حينئذ: دعوا نساء بني المغيرة يبكين أبا سليمان، ويرقن من دموعهن سجلا أو سجلين، ما لم يكن نقع أو لقلقة.
  قال: والنقع: مد الصوت بالنحيب. واللقلقة: حركة اللسان بالولولة ونحوها.
  قال الزبير، فيما ذكره لي من رويت عنه: حدّثني محمد بن الضّحاك عن أبيه:
  كان خالد أشبه الناس بعمر
  أن عمر بن الخطاب ¥ كان أشبه الناس بخالد بن الوليد، فخرج عمر سحرا، فلقيه شيخ، فقال له:
  مرحبا بك يا أبا سليمان، فنظر إليه عمر، فإذا هو علقمة بن علاثة، فردّ #. فقال له علقمة: عزلك عمر بن الخطاب؟ فقال له عمر: نعم. قال: ما شبع، لا أشبع اللَّه بطنه! قال له عمر: فما عندك؟ قال: ما عندي إلا السمع والطاعة.
  / فلما أصبح عمر دعا بخالد، وحضره علقمة بن علاثة، فأقبل على خالد، فقال له: ماذا قال لك علقمة؟
  قال: ما قال لي شيئا. قال: اصدقني. فحلف خالد باللَّه ما لقيه، ولا قال له شيئا. فقال له علقمة: حلا(٢) أبا
(١) كذا في ف. وفي مب: سعد. وفي بقية الأصول: سعيد المقبري.
(٢) حلا: أي تحلل من حلفك.