أخبار عيسى بن موسى ونسبه
  رؤيا موسى بن محمد
  قال ابن أبي سعد في الخبر الذي قدمت ذكره عنهم: وحدّثني محمد بن يوسف الهاشمي قال: حدّثني عبد اللَّه بن عبد الرّحيم قال: حدّثتني كلثم بنت عيسى قالت: قال موسى بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس:
  رأيت في المنام كأني دخلت بستانا، فلم آخذ منه إلا عنقودا واحدا، عليه من الحبّ المرصّف ما اللَّه به عليم، فولد له عيسى بن موسى، ثم ولد لعيسى من قد رأيت.
  قال ابن أبي سعد في خبره هذا: وحدّثني عليّ بن مسلم الهاشميّ قال: حدّثني عبد الوهاب بن عبد الرّحمن بن مالك، مولى عيسى بن موسى، قال: حدّثني أبي قال:
  يكره الغناء
  كنا مع عيسى بن موسى لما سكن الحيرة، فأرسل إليّ ليلة من الليالي، فأخرجني من منزلي، فجئت إليه، فإذا هو جالس على كرسيّ، فقال لي: يا عبد الرّحمن، لقد سمعت الليلة في داري شيئا ما دخل سمعي قطَّ إلا ليلة بالحميمة والليلة، فانظر ما هو. فدخلت أستقري الصوت، فإذا هو في المطبخ، وإذا الطباخون قد اجتمعوا، وعندهم رجل من أهل الحيرة يغنيهم بالعود، فكسرت العود، وأخرجت الرجل، وعدت إليه فأخبرته، فحلف لي أنه ما سمعه قطَّ إلا تلك الليلة بالحميمة وليلته هذه.
  يحج الناس بحجه
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء والطَّوسي، قالا: حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال:
  حدّثني عبد اللَّه بن محمد بن المنذر عن صفية بنت الزبير بن هشام بن عروة عن أبيه قال:
  كان عيسى بن موسى إذا حج، يحج ناس كثير من أهل المدينة: يتعرّضون لمعروفه فيصلهم؛ قالت: فمر أبي بأبي الشدائد الفزاريّ، وهو ينشد بالمصلَّى:
  عصابة إن حج عيسى حجّوا ... وإن أقام بالعراق دجّوا
  قد لعقوا لعيقة فلجّوا ... فالقوم قوم حجّهم معوجّ ... ما هكذا كان يكون الحج
  / قال: ثم لقي أبو الشدائد بعد ذلك أبي، فسلم عليه، فلم يردد عليه، فقال له: مالك يا أبا عبد اللَّه لا تردّ السّلام عليّ؟ فقال: ألم أسمعك تهجو حاجّ بيت اللَّه الحرام؟ فقال أبو الشدائد:
  إني وربّ الكعبة المبنيّة ... واللَّه ما هجوت من ذي نيه
  ولا امرئ ذي رعة نقيه ... لكنني أرعي على البرية