كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عيسى بن موسى ونسبه

صفحة 426 - الجزء 16

١٣ - أخبار عيسى بن موسى ونسبه

  نسبه

  عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. وقد مضى في عدة مواضع من هذا الكتاب ما تجاوزه نسب هاشم إلى أقصى مدى الأنساب. وأمه وأم سائر إخوته وأخواته أم ولد.

  مولده ونشأته

  وعيسى ممن ولد ونشأ بالحميمة من أرض الشام، وكان من فحول أهله وشجعانهم، وذوي النجدة والرأي والبأس / والسّودد منهم. وقبل أن أذكر أخباره، فإني أبدأ بالرواية في أن الشعر له، إذ كان الشعر ليس من شأنه، ولعل منكرا أن ينكر ذلك إذا قرأه.

  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ وعمي قالا: حدثنا عبد اللَّه بن أبي سعد. ورأيت هذا الخبر بعد ذلك في بعض كتب ابن أبي سعد، فقابلت به ما روياه؛ فوجدته موافقا.

  شعره في خلع المنصور إياه وبيعة المهدي

  قال ابن أبي سعد: حدثني عليّ بن النطاح قال: حدثني أبو عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن عيسى بن موسى قال:

  لما خلع أبو جعفر عيسى بن موسى، وبايع للمهديّ، قال عيسى بن موسى:

  خيّرت أمرين ضاع الحزم بينهما ... إما صغار وإما فتنة عمم

  وقد هممت مرارا أن أساقيهم ... كأس المنية لولا اللَّه والرّحم

  ولو فعلت لزالت عنهم نعم ... بكفر أمثالها تستنزل النقم

  على هذه الرواية في الشعر، روى من ذكرت. وعلى ما صدّرت من الخلاف في الألفاظ يغنّى.

  / أنشدني طاهر بن عبد اللَّه الهاشميّ قال: أنشدني ابن بريهة المنصوريّ⁣(⁣١) هذه الأبيات، وحكى أن ناقدا خادم عيسى كان واقفا بين يديه ليلة أتاه خبر المنصور وما دبّره عليه من الخلع، قال: فجعل يتململ على فراشه ويهمهم، ثم جلس فأنشد هذه الأبيات، فعلمت أنه كان يهمهم بها، وسألت اللَّه أن يلهمه العزاء والصبر على ما جرى، شفقة عليه.


(١) ف: الأنصاري.