كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الرقاشي ونسبه

صفحة 431 - الجزء 16

  أتحسبني باكرت بعدك لذة ... أبا الفضل أو رفّعت عن عاتق سترا

  أو انتفعت عيناي بعد بنظرة ... أو أدنيت من كأس بمشمولة ثغرا

  جفاني إذن يوما إلى الليل مؤنسي ... وأضحت يميني من ذخائرها صفرا

  ولكنني استشعرت ثوب استكانة ... وبتّ كأن الموت يحفر لي قبرا

  غنّى في الأول والثاني من هذه الأبيات الرّفّ، ثاني ثقيل بالبنصر، عن الهشاميّ وعبد اللَّه بن موسى. وفيه ثقيل أوّل مجهول، أحسبه لبعض جواري البرامكة. وفيهما لإبراهيم بن المهديّ خفيف رمل، عن عبد اللَّه بن موسى.

  رثاؤه جعفر البرمكي

  ومن ذلك قوله في جعفر⁣(⁣١).

  كم هاتف بك من باك وباكية ... يا طيب للضيف إذ تدعى وللجار

  إن يعدم القطر كنت المزن بارقه ... لمع الدنانير لا ما خيّل الساري

  وقوله:

  لعمرك ما بالموت عار على الفتى ... إذا لم تصبه في الحياة المعاير

  وما أحد حيّ وإن كان سالما ... بأسلم ممن غيبته المقابر

  ومن كان مما يحدث الدهر جازعا ... فلا بد يوما أن يرى وهو صابر

  وليس لذي عيش عن الموت مقصر ... وليس على الأيام والدهر غابر

  / وكل شباب أو جديد إلى البلى ... وكل امرئ يوما إلى اللَّه صائر

  فلا يبعدنك اللَّه عني جعفرا ... بروحي ولو دارت علي الدّوائر

  فآليت لا أنفكّ أبكيك ما دعت ... علي فنن ورقاء أو طار طائر

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني أبو غسان، عن عبد العزيز بن أبي ثابت، عن محمد بن عبد العزيز:

  أن الرقاشيّ الشاعر فني في حب البرامكة حتى خيف عليه.

  حبه للبرامكة

  أخبرني محمد بن القاسم الأنباريّ قال: حدثني أبي عن أبي عكرمة، قال:

  وأخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدثني محمد بن موسى، عن إسماعيل بن مجمع، عن أحمد بن الحارث، عن المدائني⁣(⁣٢).


(١) يريد: من مراثي الرقاشي في البرامكة. وهذا الخبر وما بعده ساقطان من ف، مب.

(٢) جاء السند الأول لرواية هذا الخبر في ف، مب. والسند الثاني في سائر الأصول، فجمعنا بينهما، لما اعتاده المؤلف في الجمع بين الأسانيد المتكررة من الطرق المختلفة.