مقدمة المؤلف
  وأخبرني أحمد بن جعفر جحظة أنه يعرف الورّاق الذي وضعه، وكان يسمّى بسند(١) الورّاق، وحانوته في الشّرقية في خان الزّبل(٢)، وكان يورّق لإسحاق بن إبراهيم، فاتفق هو وشريك له على وضعه. وليست الأغاني التي فيه أيضا مذكورة الطَّرائق، ولا هي بمقنعة من جملة ما في أيدي الناس من الأغاني، ولا فيها من الفوائد ما يبلغ الإرادة؛ فتكلَّفت ذلك له على مشقّة احتملتها منه، وكراهة أن يؤثر عنّي في هذا المعنى ما يبقى على الأيام مخلَّدا، وإليّ على تطاولها منسوبا، وإن كان مشوبا بفوائد جمّة ومعان من الآداب شريفة. ونعوذ باللَّه / مما أسخطه من قول أو عمل، ونستغفره من كلّ موبقة وخطيئة وقول لا يوافق رضاه، وهو وليّ العصمة والتوفيق، وعليه نتوكَّل وإليه ننيب. وصلَّى اللَّه على محمد وآله عند مفتتح كل قول وخاتمته وسلَّم تسليما. وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل كافيا ومعينا.
(١) في «فهرست ابن النديم» طبع ليبزج: «سندي بن علي».
(٢) في ت عن نسخة أخرى و «الفهرست»: «طاق الزبل». وأصل الطاق البناء المعقود. والخان: المكان الذي ينزله المسافرون.