كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد يغوث ونسبه

صفحة 495 - الجزء 16

  /

  في مئين نعدّها ومئين ... بعد ألف منوا بقوم غضاب

  برجال من العرانين شمّ ... أشد حرب ممحوضة الأنساب

  وقال وعلة بن عبد اللَّه الجرميّ:

  عذلتني نهد فقلت لنهد ... حين حاست⁣(⁣١) على الكلاب أخاها

  يوم كنا عليهم طيرماء ... وتميم صقورها وبزاها

  لا تلوموا على الفرار فسعد ... يال نهد يخافها من يراها

  إنما همّها الطَّعان إذا ما ... كره الطعن والضراب سواها

  تركوا مذحجا حديثا مشاعا ... مثل طسم وحمير وصداها

  يال قحطان وادعوا حيّ سعد ... وابتغوا سلمها وفضل نداها

  إن سعد السعود أسد غياض ... باسل بأسها شديد قواها

  فضحت بالكلاب حار⁣(⁣٢) بن كعب ... وبنو كندة الملوك أباها

  أسلموا للمنون عبد يغوث ... ولعضّ الكبول حولا يراها

  بعد ألف سقوا المنيّة صرفا ... فأصابت في ذاك سعد مناها

  ليت نهدا وجرمها ومرادا ... والمذا حيج ذو أناة نهاها

  / عن تميم فلم تكن فقع قاع⁣(⁣٣) ... تبتدرها ربابها ومناها

  قل لبكر العراق تستر عمرا ... عمرو قيس فرأي عمرو قراها

  عن تميم ولو غزتها لكانت ... مثل قحطان مستباحا حماها

  صوت

  صوت لإبراهيم الموصلي في شعر له

  ما بال شمس أبي الخطاب قد حجبت ... أظنّ يا صاحبيّ الساعة اقتربت⁣(⁣٤)

  أولا فما بال ريح كنت آنسها ... عادت عليّ بصرّ بعد ما جنبت⁣(⁣٥)


(١) حاست: وطئت.

(٢) حار: يريد حارث بن كعب. وقد رخمه في غير النداء شذوذا.

(٣) فقع القاع: ضرب من الكمأة، تطؤه الإبل، ويضرب به المثل في الحقارة والذلة. وجزم تبتدرها ضرورة.

(٤) كذا في ف. وفي الأصول:

يا صاحبي لعل الساعة اقتربت

(٥) ف: كنت قيمها. والصرّ: البرد. وجنبت الريح: هبت جنوبا.