أخبار أبي الشيص ونسبه
  /
  تنكري صدي ولا إعراضي ... ليس المقلّ عن الزمان براض
  أمر بأن تعدّ، وأعطاني لكل بيت ألف درهم.
  هو والخريمي يرثيان بصريهما
  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: أنشدت إبراهيم بن المهديّ(١) أبيات أبي يعقوب الخريميّ التي يرثي بها عينه، يقول فيها:
  إذا ما مات بعضك فابك بعضا ... فإن البعض من بعض قريب
  فأنشدني لأبي الشيص يبكي عينيه:
  يا نفس بكَّي بأدمع هتن ... وواكف كالجمان في سنن
  على دليلي وقائدي ويدي ... ونور وجهي وسائس البدن
  أبكي عليها بها مخافة أن ... تقرنني والظلام في قرن
  يدعو على امرأة عيرته بالعمى
  وقال أبو هفّان: حدّثني دعبل أن امرأة لقيت أبا الشّيص، فقالت: يا أبا الشيص: عميت بعدي. فقال: قبحك اللَّه، دعوتني باللقب، وعيّرتني بالضّرر!
  مجلس شعره
  أخبرني محمد بن القاسم الأنباريّ قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عبيد قال:
  اجتمع مسلم بن الوليد وأبو نواس وأبو الشيص ودعبل في مجلس، فقالوا: لينشد كل واحد منكم أجود ما قاله من الشعر. فاندفع رجل كان معهم فقال: اسمعوا مني أخبركم بما ينشد كلّ واحد منكم قبل أن ينشد. قالوا:
  هات فقال لمسلم: أما أنت يا أبا الوليد فكأني بك قد أنشدت:
  /
  إذا ما علت منا ذؤابة واحد ... وإن كان ذا حلم دعته إلى الجهل
  هل العيش إلا أن تروح مع الصّبا ... وتغدو صريع الكأس والأعين النّجل
  قال: وبهذا البيت لقّب «صريع الغواني»، لقبه به الرشيد، فقال له مسلم: صدقت.
  ثم أقبل على أبي نواس فقال له: كأني بك يا أبا عليّ قد أنشدت:
  لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالورد
  تسقيك من عينها خمرا ومن يدها ... خمرا فما لك من سكرين من بدّ
  فقال له: صدقت.
  ثم أقبل على دعبل فقال له: وأنت يا أبا عليّ، فكأني بك تنشد قولك:
(١) أ، م: إبراهيم بن المدبر.