كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الكميت ونسبه وخبره

صفحة 12 - الجزء 17

  الضّلالة، وتسكَّعت في الجهالة، مهرعا⁣(⁣١) عن الحقّ، جائرا عن القصد، / أقول الباطل ضلالا، وأفوه بالبهتان وبالا، وهذا مقام العائذ مبصر الهدى، ورافض العمى⁣(⁣٢) فاغسل عنّي يا أمير المؤمنين الحوبة⁣(⁣٣) بالتّوبة، واصفح عن الزّلة، واعف عن الجرمة⁣(⁣٤)، ثم قال⁣(⁣٥):

  كم قال قائلكم: لعا ... لك، عند عثرته لعاثر⁣(⁣٦)

  وغفرتم لذوي الذنو ... ب من الأكابر والأصاغر

  أبني أمية إنكم ... أهل الوسائل والأوامر

  ثقتي لكلّ ملمّة ... وعشيرتي دون العشائر

  أنتم معادن للخلا ... فة كابرا من بعد كابر

  بالتّسعة المتتابعي ... ن خلائفا وبخير عاشر⁣(⁣٧)

  وإلى القيامة لا تزا ... ل لشافع منكم وواتر

  ثم قطع⁣(⁣٨) الإنشاد وعاد إلى خطبته، فقال: إغضاء أمير المؤمنين وسماحته وصباحته، ومناط المنتجعين بحبله، من لا تحلّ حبوته لإساءة المذنبين، فضلا عن استشاطة غضبه بجهل الجاهلين.

  محاورة بينه وبين هشام في شعر قاله في بني أمية

  فقال له: ويلك يا كميت! من زيّن لك الغواية، ودلَّاك في العماية؟ قال: الذي أخرج أبانا من الجنّة، وأنساه العهد، فلم يجد له عزما. فقال: إيه! أنت القائل:

  فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها ... ويا حاطبا في غير حبلك تحطب

  فقال: بل أنا القائل⁣(⁣٩):

  /

  إلى آل بيت أبي مالك ... مناخ هو الأرحب الأسهل

  نمتّ بأرحامنا الدّاخلا ... ت من حيث لا ينكر المدخل

  ببرّة والنّضر والمالكي⁣(⁣١٠) ... ن رهط هم الأنبل الأنبل


(١) مهرعا: منصرفا.

(٢) في أ: «العماية».

(٣) الحوبة: الخطيئة والإثم.

(٤) الجرمة: مثل كلمة: الذنب.

(٥) الهاشميات ٩٢.

(٦) يقال للعائر: لعا لك، دعا له بالإقالة والابتعاد.

(٧) لم يرد في الهاشميات.

(٨) في أ: «وقطع».

(٩) الهاشميات ٩٣.

(١٠) في أوالمختار: «بمرة»، والمثبت من ج، قال في هامشه: برة بنت مرّ، أخت تميم، كانت عند خزيمة، فولدت له أسدا ثم مات، فخلف عليها ابنه كنانة، فولدت له النضر، وهو قريش، أبو مالك. فبنو أسد ينتمون إلى قريش لهذا السبب. والبيت ليس في الهاشميات.