ذكر الكميت ونسبه وخبره
  ويا بني خزيمة بدر السما(١) ... ء والشمس مفتاح ما نأمل
  وجدنا قريشا قريش البطاح ... على ما بنى الأوّل الأوّل
  بهم صلح الناس بعد الفساد ... وحيص من الفتق ما رعبلوا(٢)
  قال له: وأنت القائل(٣):
  لا كعبد المليك أو كوليد ... أو سليمان بعد أو كهشام
  من يمت لا يمت فقيدا ومن(٤) يح ... ي فلا ذو إلّ(٥) ولا ذو ذمام
  ويلك يا كميت! جعلتنا ممّن لا يرقب في مؤمن إلَّا ولا ذمّة، فقال: بل أنا القائل يا أمير المؤمنين(٦):
  فالآن صرت إلى أميّ ... ة والأمور إلى المصاير
  والآن صرت بها المصي ... ب كمهتد بالأمس حائر
  / يا بن العقائل للعقا ... ئل والجحاجحة الأخاير(٧)
  من عبد شمس والأكا ... بر من أميّة فالأكابر
  إنّ الخلافة والإلا ... ف برغم ذي حسد وواغر(٨)
  دلفا من الشّرف التّلي ... د إليك بالرّفد الموافر
  فحللت معتلج البطا ... ح وحلّ غيرك بالظواهر(٩)
  / قال له: إيه، فأنت القائل(١٠):
  فقل لبني أميّة حيث حلَّوا ... وإن خفت المهنّد والقطيعا(١١)
  أجاع اللَّه من أشبعتموه ... وأشبع من بجوركم أجيعا
  بمرضيّ السياسة هاشميّ ... يكون حيا لأمّته ربيعا
  فقال: لا تثريب(١٢) يا أمير المؤمنين، إن رأيت أن تمحو عنّي قولي الكاذب. قال: بماذا؟ قال: بقولي الصادق(١٣):
(١) في س: «وباري»، وفي المختار: «وبا بني خزيمة وبل السماء». والبيت ساقط من أ، ب، ولم يرد في الهاشميات أيضا.
(٢) حيص: رتق وأصلح. ورعبل الثوب: قطعه ومزقه، أي حفظ من الفتق ما مزقوا.
(٣) الهاشميات ٢٦، ٢٧.
(٤) الهاشميات: «وإن».
(٥) الإلّ: للعهد والحلف. والذمام، بكسر الذال: الحق والحرمة. وفي ب: «آل».
(٦) الهاشميات ٩١.
(٧) الجحاجحة: جمع جحجاح؛ وهو السيد العظيم.
(٨) الواغر: الحاقد.
(٩) البطاح: جمع بطحاء وأبطح، وهو المسيل الواسع فيه دقاق الحصى.
(١٠) الهاشميات ٨٢.
(١١) حاشية أ: «القطيع»: السوط.
(١٢) التثريب: اللوم.
(١٣) الهاشميات ٩٣.